دور المرأة البحرينية في الأزمات
| عبدعلي الغسرة
للمرأة البحرينية دور كبير في جميع المجالات، خصوصا في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها البحرين وجميع دول العالم، والأزمة التي نعيشها منذ شهور مسؤولية الجميع، مسؤولية الدولة والمجتمع، البيت والمدرسة، المؤسسات الرسمية والأهلية، والإجراءات والتدابير التي اتخذتها الحكومة ساهمت بقدر كبير في رفع الوعي المجتمعي للأفراد، فالنساء باختلاف أعمارهن ومواقعهن أسهمن بفاعلية كبيرة في حماية بلادهن وأسرهن وأفراد المجتمع من تداعيات “كوفيد 19”، ديدنهن الالتزام بالإرشادات سواء في بيوتهن أو خارجها، ودور المرأة البحرينية في الأزمات يتزايد ويتعاظم كونها المحور الأهم والأساسي في الأسرة والمجتمع.
وقد نظم المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع معهد التنمية السياسية الندوة الجماهيرية “المرأة البحرينية في الأزمات.. قصة للتأمل والتقييم” والتي ألقت الضوء على الدور الأسري والوطني والإنساني للمرأة، وقدمتها الأمين العام للمجلس بمشاركة عدد من المهتمين والاختصاصيين واللجان الإقليمية والدولية والجمهور، وهو دور تقوم به المرأة بكل فخر واقتدار كشريك أساسي في مسيرة العمل الوطني.
لقد أكدت هذه الندوة الدور الاستباقي للمرأة البحرينية الذي ساهم بتحجيم تداعيات “كوفيد 19”، ويقينًا ما قامت به المرأة في سبيل ذلك يعد منهجًا مجتمعيًا يستفاد منه كآلية للتعامل في الأزمات، وهي فرصة سانحة لاستثمار هذه التجربة النسائية المتقدة في كل أنماط حياتنا لما لها من آثار إيجابية حاضرًا ومستقبلًا.
كما أوضحت هذه الندوة أن المرأة تمتلك الاستعدادات والقدرات الكامنة سواء داخل أسرتها أو خارجها في أداء دورها الطبيعي والاجتماعي والإنساني، وقد أفرز هذا الدور الكثير من التغيرات الإيجابية لصالح المرأة وأسرتها ومجتمعها وكل الناس وانعكست آثاره إيجابيًا على إمكانيات المرأة وقدرات الأسرة والمجتمع، وساهم أيضًا في تحقيق الأهداف الوطنية لمكافحة الكوفيد. وقد أثبتت المرأة كعادتها جدارة كبيرة في التعامل مع هذا الظرف ــ كربة بيت ومربية وموظفة (ضمن نظام العمل عن بُعد) ــ وهو جزء لا يتجزأ من نجاح الجهود الوطنية المبذولة للوقاية من هذه الأزمة، فأصبحت المرأة بذلك أيقونة إيجابية يتعلم منها الأبناء أبجديات الحياة، ومربية تغرس السلوكيات الحميدة لطلبتها، وطبيبة تشرف على صحة أسرتها وتدير شؤونها الحياتية، وموظفة تؤدي عملها بإتقان وهي في بيتها.