فجر جديد

الدبلوماسية البحرينية و“الاعتراف الأميركي”

| إبراهيم النهام

وأخيرا‭ ‬أقر‭ ‬الأميركان‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬يردده‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬اقروا‭ ‬بأن‭ ‬إيران‭ ‬دولة‭ ‬معادية‭ ‬ومجرمة‭ ‬وإرهابية،‭ ‬وبأن‭ ‬نظامها‭ (‬الثيوقراطي‭) ‬يلهث‭ ‬لتفتيت‭ ‬الوطن،‭ ‬وشرذمته،‭ ‬وتحويله‭ ‬لكانتونات‭ ‬طائفية‭ ‬متناحرة،‭ ‬يمزق‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬شريكه‭ ‬الآخر‭ ‬بالوطن‭.‬

وأقر‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬بلد‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭ ‬وصداقة،‭ ‬وبأنها‭ ‬أرض‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬والطوائف،‭ ‬وبأنها‭ ‬الحليف‭ ‬الأهم‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والأقرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬تحترم‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية،‭ ‬ولا‭ ‬تعادي‭ ‬أحدا‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الإقرارات‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬جعبتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬السيد‭ ‬برايان‭ ‬هوك‭ ‬الممثل‭ ‬الخاص‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإيران،‭ ‬وكبير‭ ‬مستشاري‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي‭ ‬وبالحرف،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬أخيرا‭ ‬بفندق‭ (‬الفورسيزون‭) ‬بمعية‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬سعادة‭ ‬السيد‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني،‭ ‬والذي‭ ‬كنت‭ ‬أنا‭ ‬حاضر‭ ‬به،‭ ‬ومنصتا‭ ‬جيدا‭ ‬لكليهما‭.‬

تغير‭ ‬الموقف‭ ‬الأميركي‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬حالاته‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الزائل‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬لما‭ ‬يأتي‭ ‬لتغير‭ ‬الإدارات‭ ‬الأميركية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يحتسب‭ ‬أيضا‭ ‬لدبلوماسية‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬العريقة،‭ ‬والتي‭ ‬اجتهدت‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬كي‭ ‬توصل‭ ‬حقيقة‭ ‬الصورة‭ (‬هنا‭) ‬للمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬أرضيتها‭ ‬صلبة‭ ‬وواثقة،‭ ‬يعي‭ ‬خلالها‭ ‬رجالاتها‭ ‬ما‭ ‬يفعلونه‭ ‬جيدا‭.‬

هذا‭ ‬الدور‭ ‬المحسوب‭ ‬والمقدر‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬أسهم‭ ‬بتأثير‭ ‬في‭ ‬بعثرة‭ ‬أوراق‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬وطابوره‭ ‬الخامس‭ ‬والعميل،‭ ‬ووضعهم‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬ضيقة‭ ‬تكالبت‭ ‬فيها‭ ‬عليهم‭ ‬الفضائح،‭ ‬والمواقف،‭ ‬والاشمئزازات‭ ‬الدولية،‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬أوراق‭ ‬مظلوميتهم‭ ‬العوراء‭ ‬مكشوفة‭ ‬للجميع،‭ ‬ومقززة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

أشكر‭ ‬أيضا‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بكافة‭ ‬أجهزتها‭ ‬وإداراتها‭ ‬المختصة‭ ‬وأبنائها‭ ‬الأوفياء،‭ ‬والتي‭ ‬واجهت‭ ‬بحزم‭ ‬وعزم‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المؤثمة،‭ ‬مفشلة‭ ‬مخططاتها‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭.‬