ياسمينيات

الجيش الأبيض

| ياسمين خلف

جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بينت‭ ‬مدى‭ ‬الحاجة‭ ‬لتجنيد‭ ‬البلدان‭ ‬بالجيوش‭ ‬البيضاء،‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬ومساعدين‭ ‬صحيين،‭ ‬وعرت‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬وأسقطتها‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬لفشلها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬صحة‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمعاتها،‭ ‬فيما‭ ‬لمع‭ ‬نجم‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬لتمكنها‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬الجائحة‭ ‬بجيوشها‭ ‬البيضاء‭.‬

طواقمنا‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ - ‬ولله‭ ‬الحمد‭- ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬أبهرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬لكفاءتها‭ ‬وتمكنها‭ ‬من‭ ‬احتواء‭ ‬الأزمة‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬لكن،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نُفتن‭ ‬بما‭ ‬وصلنا‭ ‬إليه،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬للمستقبل‭ ‬ونبدأ‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬التي‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬أية‭ ‬جائحة‭ ‬محتملة‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬طارئ‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬نحتاج‭ ‬فيها‭ ‬تقدم‭ ‬الجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأمامية‭.‬

أبناؤنا‭ ‬الطلبة‭ ‬مشهود‭ ‬لهم‭ ‬بالتفوق‭ ‬والاجتهاد‭ ‬والتميز،‭ ‬وكثير‭ ‬منهم‭ ‬يحلم‭ ‬باليوم‭ ‬الذي‭ ‬يلبس‭ ‬فيه‭ ‬رداءه‭ ‬الأبيض‭ ‬ويعالج‭ ‬المرضى،‭ ‬وكثير‭ ‬منهم‭ ‬يتمنى‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬خدمات‭ ‬تمريضية‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬المساندة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات،‭ ‬والأجدر‭ ‬أن‭ ‬يُستفاد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬البعثات‭ ‬الدراسية،‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬والتمريض‭ ‬بكل‭ ‬تخصصاتهما،‭ ‬لتجنيد‭ ‬صف‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الأبيض،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المستجد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬والأوبئة‭ ‬المستقبلية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لكلية‭ ‬العلوم‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬لإعداد‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الممرضين‭ ‬الجُدد،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الكلية‭ ‬مؤهلة‭ ‬حالياً‭ ‬لذلك،‭ ‬لحاجتها‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين،‭ ‬أو‭ ‬لنقص‭ ‬الصفوف‭ ‬العملية،‭ ‬فعلى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬أن‭ ‬تبتعث‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

فإلى‭ ‬متى‭ ‬سنستند‭ ‬على‭ ‬استقدام‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬الأجانب،‭ ‬ونحن‭ ‬نملك‭ ‬العقول‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استثمارها؟‭ ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬إغراق‭ ‬السوق‭ ‬بتخصصات‭ ‬تشبعت‭ ‬بها‭ ‬المملكة،‭ ‬فلتوجه‭ ‬بوصلة‭ ‬الابتعاث‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب‭ ‬والتمريض‭.‬

فمن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تحطم‭ ‬أحلام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬المتفوقين،‭ ‬والذين‭ ‬تمنوا‭ ‬واجتهدوا‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬عمرهم‭ ‬الدراسية‭ ‬لنيل‭ ‬أعلى‭ ‬الدرجات،‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬الطب،‭ ‬وتنسف‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات،‭ ‬على‭ ‬عتبة‭ ‬القبول،‭ ‬ويقبلوا‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البُعد‭ ‬عن‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬أو‭ ‬التمريضي،‭ ‬ليخسروا،‭ ‬ونخسر‭ ‬معهم‭ ‬فرصة‭ ‬تأهلهم‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭. ‬

 

ياسمينة‭: ‬

نملك‭ ‬العقول،‭ ‬فلنستفد‭ ‬منها‭.‬