قهوة الصباح

تذكرة ممزقة إلى ميلانو

| سيد ضياء الموسوي

وسرت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬جرحي‭ ‬الضائع‭ ‬في‭ ‬الريح‭ ‬غُبارا،‭ ‬أسكب‭ ‬دمعي‭ ‬في‭ ‬المجهول،‭ ‬ويقود‭ ‬الحزن‭ ‬مركبتي‭. ‬وحدها‭ ‬الأرصفة‭ ‬تصافحك‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭.. ‬تحضنك‭.. ‬تربت‭ ‬على‭ ‬كتفيك،‭ ‬وتبقى‭ ‬تحدثك‭ ‬عن‭ ‬المارين‭ ‬من‭ ‬العشاق‭ ‬والهائمين‭ ‬والشال‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬الرصيف،‭ ‬وباقات‭ ‬الزهور‭ ‬المنتحبة‭ ‬من‭ ‬الفراق‭. ‬وتحضنك‭ ‬ميلانو‭ ‬بمعطف‭ ‬السؤال‭: .. ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬كم‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬رمقتُهم‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬منكسرين‭ ‬من‭ ‬الحب؟‭ ‬هنا‭ ‬زجاج‭ ‬منثورعلى‭ ‬هذه‭ ‬الطرقات،‭ ‬وهياكل‭ ‬مبعثرة‭ ‬على‭ ‬زوايا‭ ‬الأزقة‭ ‬الكئيبة،‭ ‬ومنعطفات‭ ‬الطرق‭ ‬الملتوية؟‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬منديل‭ ‬ممزق؟‭ ‬كم‭ ‬شهقة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أعالي‭ ‬كنيسة‭ (‬الدومو‭).. ‬والكتدرائية‭ ‬الحزينة،‭ ‬وكم‭ ‬استغرق‭ ‬النحات‭ ‬العظيم‭ ‬العاشق‭ ‬مايكل‭ ‬أنجلو‭ ‬في‭ ‬نحت‭ ‬تمثاله‭ ‬الموجع‭ (‬السيدة‭ ‬والطفل‭)‬؟‭ ‬

يا‭ ‬صغيري،‭ ‬أيها‭ ‬العاشق‭ ‬المشاكس،‭ ‬المتيم،‭ ‬العنيد،‭ ‬والمجنون‭ ‬بالجمال،‭ ‬في‭ ‬ميلانو‭ ‬تكتشف‭ ‬همهمات‭ ‬الحب،‭ ‬صرخات‭ ‬دافينشي،‭ ‬وهو‭ ‬يهرب‭ ‬من‭ ‬أبيه‭ ‬ملتحفا‭ ‬بالفن‭ ‬والرياح،‭ ‬هنا‭ ‬تلمح‭ ‬ابتسامات‭ ‬الأناقة‭ ‬الموزعة‭ ‬في‭ (‬La Rinascente‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬صرخات‭ ‬الموضة‭ ‬الممزقة‭ ‬التي‭ ‬تخفي‭ ‬خلفها‭ ‬دموع‭ ‬الأغنياء‭ ‬على‭ (‬تعاسة‭ ‬مرفهة‭) ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتربع‭ ‬الحب‭ ‬على‭ ‬عرشها‭. ‬وتنحدر‭ ‬دمعة‭ ‬لقيا،‭ ‬وحنين‭ ‬أعياه‭ ‬الانتظار‭ ‬عند‭ ‬الموانئ‭ ‬متصفحا‭ ‬وجه‭ ‬المارة،‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الحبيبة،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬الخيبة‭ ‬المستلقية‭ ‬على‭ ‬أعين‭ ‬الصيادين‭ ‬يأس‭ ‬رجوع‭. ‬ثم‭ ‬ناداني‭ ‬هذا‭ ‬الرصيف‭ ‬الحنون‭ ‬والحزين‭.. ‬تعال‭ ‬اجلس‭ ‬هنا،‭ ‬همس‭ ‬في‭ ‬أذني‭ ‬قائلا‭: (‬تعيش‭ ‬البعوضة‭ ‬يوما‭ ‬واحدا،‭ ‬والوردة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭. ‬يعيش‭ ‬القط‭ ‬ثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬والحب‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭. ‬هذه‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭). ‬أيها‭ ‬العشاق،‭ ‬عيشوا‭ ‬الحب،‭ ‬ودعوا‭ ‬الجمال‭ ‬يسكنكم،‭ ‬دافعوا‭ ‬عن‭ ‬الإنسان،‭ ‬وامنحوا‭ ‬الأمل‭ ‬لدمعة‭ ‬أي‭ ‬فقير‭ ‬تطير‭ ‬كفراشة‭ ‬زرقاء‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬الحقل،‭ ‬فتستقر‭ ‬على‭ ‬كتف‭ ‬طفلة‭ ‬يتيمة،‭ ‬فكلنا‭ ‬راحلون‭. ‬

الموقف‭ ‬التاريخي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭: ‬يقف‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬جميعا‭ ‬مع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬موقفه‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭ ‬الداعم‭ ‬لمبادرة‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬الهادفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬الموقف‭ ‬الموحد‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬برفض‭ ‬التدخلات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬ودعوة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬المبادرة‭ ‬المصرية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬رسائل‭ ‬بلا‭ ‬تشفير‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفتخر‭ ‬أمام‭ ‬الشعوب،‭ ‬والعالم‭ ‬بالعلاقة‭ ‬الخليجية‭ ‬شعوبا‭ ‬وحكومات‭ ‬ونصطف‭ ‬خلف‭ ‬قيادتنا‭ ‬في‭ ‬مواقفها‭ ‬الخليجية‭ ‬والعالمية،‭ ‬سلما‭ ‬وحربا‭. ‬هم‭ ‬من‭ ‬يقفون‭ ‬معنا‭. ‬

إن‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬خليجي‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأعوام‭ ‬القليلة‭ ‬المنصرمة‭ ‬فقط‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬861‭,‬662‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬الشقيقات‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والكويت‭. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقدر‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬ومواقفها‭ ‬الكريمة‭ - ‬ذكر‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ (‬أن‭ ‬كلفة‭ ‬الخيمة‭ ‬المقاومة‭ ‬للحريق‭ ‬في‭ ‬مسجد‭ ‬الشيخ‭ ‬عزيز‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬كلفة‭ ‬تركيب‭ ‬سياج‭ ‬مطلي‭ ‬بالألمنيوم‭ ‬نحو‭ ‬104‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭).‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬قامت‭ ‬بتنفيذ‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬قبل‭ ‬إبرام‭ ‬العقود‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬تواريخ‭ ‬الفواتير‭ ‬تسبق‭ ‬تواريخ‭ ‬العقود‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬المقاولين‭ ‬والموردين،‭ ‬نعم‭ ‬خيمة‭ ‬بـ‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭!!!! - ‬لقد‭ ‬أنفق‭ ‬المجلس‭ ‬السابق‭ ‬للأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ((‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬الزخرفة‭ ‬الخاصة‭ ‬بدور‭ ‬العبادة‭ (‬210‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬وفرش‭ ‬المساجد‭ (‬309‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭)‬،‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬132‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لتبديل‭ ‬محاريب‭ ‬المساجد،‭ ‬و63‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لتزويد‭ ‬152‭ ‬مسجدا‭ ‬بالأبواب‭ ‬واللوحات‭ ‬الإرشادية‭)) ‬هذا‭ ‬موثق‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نريده‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬والمحاسبة،‭ ‬وإصلاح‭ ‬الأوقاف‭ ‬بنظام‭ ‬حداثوي‭ ‬حضاري‭ ‬وبفريق‭ ‬توكنوقراطي‭. ‬

 

‭     ‬291‭ ‬موظفا‭ ‬“بطالة‭ ‬مقنَّعة”‭ ‬بالجهات‭ ‬الحكومية

رصد‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬استمرار‭ ‬291‭ ‬موظفاً‭ ‬في‭ ‬وظائفهم‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬بعد‭ ‬ثبوت‭ ‬عدم‭ ‬الحاجة‭ ‬إليهم؛‭ ‬نتيجة‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬الإدارات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬فيها‭ ‬وإلغاء‭ ‬وظائفهم،‭ ‬أو‭ ‬تقليل‭ ‬عدد‭ ‬الموظفين‭ ‬المعتمد‭ ‬فيها‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة؛‭ ‬لنقلهم‭ ‬إلى‭ ‬وظائف‭ ‬أخرى‭ ‬شاغرة‭ ‬أو‭ ‬إنهاء‭ ‬خدمتهم،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬مايو‭ ‬2019‭. - ‬واختم‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬راسما‭ ‬نصيحة‭ ‬صديقة‭ ‬الأديبة‭ ‬مستغانمي‭ ‬يوم‭ ‬قالت‭ ‬لها‭: ((‬لا‭ ‬تكتبي‭ ‬عن‭ ‬الفراق‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬ألم‭. ‬ثمة‭ ‬فراق‭ ‬يكسر‭ ‬القلب،‭ ‬وفراق‭ ‬يكسر‭ ‬العمر،‭ ‬وأقساها‭ ‬الذي‭ ‬يكسرك‭ ‬عن‭ ‬غدر‭. ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تعيشي‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬فلا‭ ‬تكتبي‭ ‬عن‭ ‬الفراق‭. ‬أنت‭ ‬تحبين‭ ‬الرجل‭ ‬بالكلمات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الكلمات‭ ‬وقد‭ ‬تقتلينه‭... ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭)).‬