كورونا والحج

| عبدعلي الغسرة

من‭ ‬أجل‭ ‬استمرارية‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬ودون‭ ‬انقطاعها‭ ‬وحرصًا‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬الفريضة‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬صحيًا‭ ‬وبما‭ ‬يُحقق‭ ‬متطلبات‭ ‬الوقاية‭ ‬والتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬اللازم‭ ‬لضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬كورونا،‭ ‬قررت‭ ‬الحكومة‭ ‬السعودية‭ ‬تنظيم‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬1441هـ‭/‬2020م‭ ‬بعدد‭ ‬محدود‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الحجاج،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬إيرادات‭ ‬النفط‭ ‬المتدنية‭ ‬وما‭ ‬تنفقه‭ ‬الحكومة‭ ‬السعودية‭ ‬لتطوير‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬ومكافحة‭ ‬الكوفيد‭ ‬فإن‭ ‬قرارها‭ ‬يحفظ‭ ‬سلامة‭ ‬السعودية‭ ‬وشعبها‭ ‬وصحة‭ ‬من‭ ‬سيؤدي‭ ‬فريضة‭ ‬الحج،‭ ‬وقد‭ ‬استقبلت‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬2019م‭ ‬نحو‭ (‬2.5‭) ‬مليون‭ ‬حاج،‭ ‬وتوقعت‭ ‬وصول‭ (‬2.7‭) ‬مليون‭ ‬حاج‭ ‬في‭ ‬2020م‭.‬

إن‭ ‬القرار‭ ‬السعودي‭ ‬بالسماح‭ ‬لبعض‭ ‬السعوديين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬بأداء‭ ‬فريضة‭ ‬حج‭ ‬2020م‭ ‬أسدل‭ ‬الستار‭ ‬حول‭ ‬إلغاء‭ ‬موسم‭ ‬حج‭ ‬2020م،‭ ‬وكانت‭ ‬قد‭ ‬علقت‭ ‬السعودية‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬منذُ‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬وتلاه‭ ‬قرار‭ ‬آخر‭ ‬بتعليق‭ ‬أداء‭ ‬العُمرة،‭ ‬وتاريخيًا‭ ‬“لم‭ ‬يتم‭ ‬إلغاء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬منذ‭ ‬ظهور‭ ‬الإسلام‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الخليفة‭ ‬الثاني‭ ‬عُمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬بسبب‭ ‬انتشار‭ ‬وباء‭ ‬الطاعون”‭.‬

وتعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬السعودية‭ ‬جاهدة‭ ‬لاحتواء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬حمايةً‭ ‬لها‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬سلامة‭ ‬شعبها‭ ‬وتقديم‭ ‬كُل‭ ‬الرعاية‭ ‬لزوارها‭ ‬أثناء‭ ‬تواجدهم‭ ‬على‭ ‬أراضيها،‭ ‬ورأت‭ ‬بأن‭ ‬الكوفيد‭ ‬لن‭ ‬يقف‭ ‬حائلًا‭ ‬دون‭ ‬تأدية‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬وأن‭ ‬أداءها‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بأضيق‭ ‬الحدود‭ ‬سيتوافق‭ ‬مع‭ ‬مقاصد‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬أمرت‭ ‬بحفظ‭ ‬النفس‭ ‬والنسل‭ ‬والمال،‭ ‬وأنها‭ ‬تتيقن‭ ‬بأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وصحته‭ ‬أولى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سيحققه‭ ‬حج‭ ‬2020م‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬وإيرادات،‭ ‬وهو‭ ‬قرار‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬شرعية‭ ‬وفقهية‭ ‬ووقائية‭ ‬ووجب‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭ ‬شرعًا‭.‬