زبدة القول

هل يمكن أن يخرج البيض من العجة؟

| د. بثينة خليفة قاسم

سؤال‭ ‬غريب‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬فالبيض‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تكسيره‭ ‬وإضافة‭ ‬المكونات‭ ‬إليه‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬عجة‭ ‬أو‭ ‬“أومليت”‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استخراجه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

جاءتني‭ ‬فكرة‭ ‬البيض‭ ‬والعجة‭ ‬هذه‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬تصريحات‭ ‬السفير‭ ‬القطري‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬يعلق‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬الوساطة‭ ‬الكويتية‭ ‬الأخيرة‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبين‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬باستخدام‭ ‬التعابير‭ ‬والمصطلحات‭ ‬القطرية‭ ‬التي‭ ‬اخترعت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التضليل‭ ‬مثل‭ ‬“دول‭ ‬الحصار”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬التي‭ ‬نحتها‭ ‬ساسة‭ ‬وإعلاميو‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭.‬

ومن‭ ‬أكثر‭ ‬التعبيرات‭ ‬التي‭ ‬استخدمها‭ ‬سفير‭ ‬الحمدين‭ ‬وأثارت‭ ‬الدهشة‭ ‬أن‭ ‬الوساطة‭ ‬الكويتية‭ ‬الأخيرة‭ ‬رفضت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬“دول‭ ‬الحصار‭ ‬“‭ ‬وأن‭ ‬الزمن‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬رشدها‭!‬

شيء‭ ‬عجيب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مقلوبا‭ ‬لدى‭ ‬مسؤولي‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬حيث‭ ‬تحس‭ ‬وأنت‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬وقناتهم‭ ‬الفضائية‭ ‬وكأنك‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬شخصيات‭ ‬جورج‭ ‬أورويل‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬‮١٩٨٤‬‭ ‬فتجد‭ ‬وزير‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يقول‭ ‬أية‭ ‬حقيقة‭ ‬وكذلك‭ ‬بقية‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬تجد‭ ‬عناوينهم‭ ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬مضامينهم‭. ‬

من‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬رشده‭ ‬يا‭ ‬سفير‭ ‬قطر؟‭ ‬السعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬أم‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬خدماتهم‭ ‬المجانية‭ ‬لكل‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة‭ ‬وينفقون‭ ‬أموال‭ ‬شعبهم‭ ‬لكي‭ ‬ينيروا‭ ‬لهم‭ ‬الطريق‭ ‬وسط‭ ‬جبال‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬أمجاد‭ ‬العثماني‭ ‬المعتدي‭ ‬الطامع‭ ‬في‭ ‬ثروات‭ ‬الأمة؟

إن‭ ‬مشكلة‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬تورط‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬وأصبح‭ ‬خروجه‭ ‬مما‭ ‬وضع‭ ‬نفسه‭ ‬فيه‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬البيض‭ ‬من‭ ‬العجة‭. ‬

تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬سيظل‭ ‬يمضي‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬ويقدم‭ ‬خدماته‭ ‬لأعداء‭ ‬الأمة‭ ‬حتى‭ ‬يعيد‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭.‬