ريشة في الهواء

سقف فوق رأسك كرامة تحميك

| أحمد جمعة

عندما‭ ‬تبوأ‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر،‭ ‬رمزية‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬جاء‭ ‬يُكلل‭ ‬عقودا‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬بدأت‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإنسان‭ ‬والسكن‭ ‬منذ‭ ‬1968،‭ ‬وبلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬اليوم‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬توجيهات‭ ‬سموه‭ ‬بتعجيل‭ ‬توزيع‭ ‬بيوت‭ ‬الإسكان‭ ‬بكل‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجسد‭ ‬إيمان‭ ‬سموه‭ ‬الراسخ‭ ‬بأن‭ ‬السكن‭ ‬اللائق‭ ‬هو‭ ‬الكرامة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للإنسان،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬حرص‭ ‬سموه‭ ‬ليس‭ ‬اليوم‭ ‬ولا‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬منذ‭ ‬بدأت‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬العملية‭ ‬التاريخية‭ ‬وسموه‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬شخصيًا‭ ‬لإيمانه‭ ‬بأهمية‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الولاء‭ ‬للأرض‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السكن‭ ‬الذي‭ ‬يليق‭ ‬بكرامة‭ ‬الإنسان‭.‬

تقول‭ ‬خبيرة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليلاني‭ ‬فرحة‭: ‬“رأيت‭ ‬أناسا‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬بالشمال‭ ‬والجنوب‭ ‬في‭ ‬ظلام‭ ‬دامس‭ ‬بدون‭ ‬كهرباء‭ ‬أو‭ ‬ماء،‭ ‬رأيت‭ ‬أطفالا‭ ‬يلعبون‭ ‬على‭ ‬أكوام‭ ‬القمامة‭ ‬في‭ ‬تجمعات‭ ‬سكانية‭ ‬غير‭ ‬رسمية،‭ ‬رأيت‭ ‬أشخاصا‭ ‬ذوي‭ ‬إعاقة‭ ‬يعانون‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬مغادرتها،‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬زرتها،‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬فيها‭ ‬أناسا‭ ‬مضطرين‭ ‬إلى‭ ‬العيش‭ ‬بالشوارع،‭ ‬مجبرين‭ ‬على‭ ‬الأكل‭ ‬والنوم‭ ‬وإعداد‭ ‬الطعام‭ ‬وقضاء‭ ‬حاجتهم‭ ‬على‭ ‬الأرصفة”‭.‬

أية‭ ‬كرامة‭ ‬للإنسان‭ ‬إذا‭ ‬فقد‭ ‬السقف‭ ‬الذي‭ ‬يحميه؟‭ ‬أية‭ ‬كرامة‭ ‬للإنسان‭ ‬إذا‭ ‬قضى‭ ‬حياته‭ ‬على‭ ‬الأرصفة؟‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬تعيش‭ ‬هذه‭ ‬المعاناة،‭ ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬موجات‭ ‬الإسكان‭ ‬بكل‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد‭ ‬ومحافظاتها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1968‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬وهناك‭ ‬قائد‭ ‬رمز‭ ‬للتنمية‭ ‬ورمز‭ ‬للعطاء،‭ ‬وضع‭ ‬قواعد‭ ‬هذه‭ ‬البنية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭ ‬للشعوب،‭ ‬وقد‭ ‬استحق‭ ‬سموه‭ ‬شعار‭ ‬ورمزية‭ ‬واحتفالية‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لأنها‭ ‬الأساس‭ ‬بحفظ‭ ‬وصون‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان،‭ ‬فالمواطن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬يحميه‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬بكرامة‭ ‬البشر،‭ ‬لهذا‭ ‬كان‭ ‬موضوع‭ ‬السكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬ومنهج‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬فكره‭ ‬الخلاق‭.‬

عندما‭ ‬يأمر‭ ‬سموه‭ ‬بالإسراع‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬البيوت‭ ‬بكل‭ ‬المحافظات،‭ ‬فهو‭ ‬يحرك‭ ‬الجهاز‭ ‬الإداري‭ ‬ويضخ‭ ‬فيه‭ ‬الدم‭ ‬لسرعة‭ ‬الحركة‭ ‬وكسر‭ ‬الروتين‭ ‬وتجاوز‭ ‬العقبات،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬بإجراءات‭ ‬تقليدية‭ ‬باردة‭ ‬فيما‭ ‬المواطن‭ ‬بحاجة‭ ‬لآلية‭ ‬ديناميكية‭ ‬تلبي‭ ‬شغفه‭ ‬وحاجته‭ ‬الملحة‭ ‬للسكن‭ ‬اللائق‭ ‬الذي‭ ‬أساسه‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭.‬

 

تنويرة‭:

‬لا‭ ‬تحرق‭ ‬مركبك‭ ‬لأنه‭ ‬يغرق،‭ ‬تذكر‭ ‬أنك‭ ‬ستسبح‭ ‬على‭ ‬أخشابه‭.‬