أرقام تصنع البحرين... تفوق الإناث

| د. حسين المهدي

نبارك‭ ‬لأبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬جميعاً‭ ‬نجاحهم‭ ‬في‭ ‬امتحانات‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬2019‭-‬2020م،‭ ‬خصوصاً‭ ‬المتفوقين‭ ‬منهم‭ ‬والمتفوقات،‭ ‬المدرجين‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الشرف‭ ‬لشهادتي‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬والإعدادية‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

حيث‭ ‬حصدت‭ ‬الإناث‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬الشرف،‭ ‬فضمن‭ ‬مجموع‭ ‬المتفوقين‭ ‬البالغ‭ ‬783،‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬95‭ % ‬فأكثر،‭ ‬فاق‭ ‬نصيب‭ ‬الإناث‭ ‬وعددهن‭ ‬551،‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬70‭.‬37‭ %‬،‭ ‬نصيب‭ ‬الذكور‭ ‬وعددهم‭ ‬232‭ ‬إلى‭ ‬الإجمالي‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬29‭.‬23‭ % ‬فقط‭. ‬كما‭ ‬اكتسحن‭ ‬المراكز‭ ‬العشرة‭ ‬الأولى،‭ ‬للشهادة‭ ‬الإعدادية،‭ ‬مع‭ ‬ذهاب‭ ‬الترتيب‭ ‬الأول‭ ‬والثالث‭ ‬حتى‭ ‬العاشر‭ ‬لهن،‭ ‬مع‭ ‬حصول‭ ‬طالب‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬فقط،‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭. ‬وبهذه‭ ‬النتيجة،‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الإناث‭ ‬حافظن‭ ‬على‭ ‬مراكزهن‭ ‬التي‭ ‬حصدوها‭ ‬قبل‭ ‬ثمانية‭ ‬أعوام،‭ ‬إذ‭ ‬سيطرن‭ ‬على‭ ‬لوحات‭ ‬الشرف‭ ‬للشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬بعدد‭ ‬353‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬500،‭ ‬أي‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭.‬60‭ %.‬

وعكست‭ ‬النتائج‭ ‬أعواما‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬قطاعات‭ ‬التعليم‭ ‬ومراحله،‭ ‬وثقتها‭ ‬المؤشرات‭ ‬الكمية‭ ‬والنوعية،‭ ‬فقبل‭ ‬92‭ ‬عاماً،‭ ‬وفي‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬انطلقت‭ ‬مسيرة‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬للإناث‭ ‬بتأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬خديجة‭ ‬الكبرى‭ ‬للبنات‭ ‬والتي‭ ‬عرفت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بمدرسة‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1928م،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1941م،‭ ‬بين‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬أجري‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الأمية‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين‭ ‬آنذاك‭ ‬89‭.‬4‭ %‬،‭ ‬انخفض‭ ‬هذا‭ ‬المعدل‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية،‭ ‬ليبلغ‭ ‬74‭ % ‬بعد‭ ‬زهاء‭ ‬ربع‭ ‬قرن،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬التعداد‭ ‬الرابع‭ ‬الذي‭ ‬نظم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1965م،‭ ‬بل‭ ‬حققت‭ ‬الإناث‭ ‬نمواً‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬المتعلمات‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬بالمئة‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التعدادين‭ ‬الثالث‭ ‬لعام‭ ‬1959م،‭ ‬والرابع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بست‭ ‬سنوات‭. ‬واستمرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬المعدلات‭ ‬الأدنى‭ ‬عالمياً‭ ‬من‭ ‬الأمية‭ ‬الأبجدية‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬2‭.‬4‭ %‬،‭ ‬مؤخراً‭. ‬

إن‭ ‬اكتساح‭ ‬الإناث‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬لوحات‭ ‬الشرف‭ ‬للمتفوقين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬موضع‭ ‬المتابعة،‭ ‬والممتدة‭ ‬من‭ ‬2012م‭ ‬إلى‭ ‬2020م،‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬تسعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والمثابرة‭ ‬لحكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬