رؤيا مغايرة

سكن العمال... عود على بدء

| فاتن حمزة

أكد‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬العامر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استحداث‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬لإنفاذ‭ ‬المواد‭ ‬القانونية‭ ‬الخاصة‭ ‬بـ‭ ‬“مساكن‭ ‬العمل”‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري‭ ‬المتعلق‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬والمواصفات،‭ ‬وتم‭ ‬منح‭ ‬صلاحية‭ ‬أكبر‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للتنفيذ‭ ‬بتوجيهات‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحركات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬المحافظات‭ ‬الأربع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بين‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتعديل‭ ‬أوضاعها‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬القديمة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬مطالبات‭ ‬المواطنين‭ ‬أصبحت‭ ‬متكررة‭ ‬وواضحة‭ ‬وتدعو‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬مساكن‭ ‬العمالة‭ ‬العازبة‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭.‬

لطالما‭ ‬انشغلت‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬بالقضية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تؤرق‭ ‬المواطنين‭ ‬وهي‭ ‬سكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬العزاب‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية،‭ ‬كنت‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يبالغ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬حتى‭ ‬رأيتها‭ ‬ماثلة‭ ‬أمام‭ ‬عيني،‭ ‬تكبر‭ ‬وتستفحل‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬عندما‭ ‬أزور‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬وأتجول‭ ‬في‭ ‬شوارعها‭.‬

في‭ ‬الماضي‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬ألتفت‭ ‬يميناً‭ ‬أو‭ ‬شمالاً‭ ‬عند‭ ‬زيارتي‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬ورأيت‭ ‬البحرينيين‭ ‬يملأون‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكن‭ ‬اليوم‭ ‬بدأ‭ ‬زحف‭ ‬العمال‭ - ‬ويقيناً‭ ‬إنهم‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ - ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬لا‭ ‬تحتويه‭ ‬الكلمات‭.‬

تأملت‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬وانتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوساخ‭ ‬والعادات‭ ‬السيئة‭ ‬والإزعاج‭ ‬والتحرشات‭ ‬ومزاحمة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬قوت‭ ‬يومه‭ ‬وسكنه‭ ‬وراحته‭ ‬وقائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬المساوئ‭.‬

اليوم‭ ‬علينا‭ ‬تخطي‭ ‬المربع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬لم‭ ‬يقوموا‭ ‬بتقديم‭ ‬شكوى‭ ‬ضدنا‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬منطقتهم‭ ‬عائلة‭ ‬بحرينية‭!.‬