نبض العالم

“الريدز” لا يموت يا سادة!

| علي العيناتي

أخيرا‭ ‬وبعد‭ ‬3‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭.. ‬ها‭ ‬هو‭ ‬ذا‭ ‬ليفربول‭ ‬يعود‭ ‬لوضعه‭ ‬الطبيعي‭ ‬ويتوج‭ ‬بطلاً‭ ‬للدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬الممتاز‭ ‬للمرة‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭.‬

جماهير‭ ‬ليفربول‭ ‬كانت‭ ‬تنتظر‭ ‬لحظة‭ ‬تتويج‭ ‬الفريق‭ ‬باللقب‭ ‬بالوضع‭ ‬الاعتيادي‭ ‬دون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬فُرض‭ ‬فيها‭ ‬غيابها‭ ‬عن‭ ‬المدرجات‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬ليفربول‭ ‬يحتفل‭ ‬وحيدا‭ ‬وعاشت‭ ‬معه‭ ‬الأفراح‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬عن‭ ‬الانفليد‭ ‬رود‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1990‭!‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬كان‭ ‬فوز‭ ‬ليفربول‭ ‬بلقب‭ ‬البريميرليغ‭ ‬باردا‭ ‬إلى‭ ‬حدٍ‭ ‬ما؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬كان‭ ‬واثقا‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الريدز‭ ‬على‭ ‬إحراز‭ ‬اللقب‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬وبالتحديد‭ ‬منذ‭ ‬ابتعاده‭ ‬بفارق‭ ‬الصدارة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬نقطة‭. ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬فرحة‭ ‬الجماهير‭ ‬الليفربولية‭ ‬لحالة‭ ‬“الهسترة”‭ ‬ولم‭ ‬تبالغ‭ ‬كثيرا‭ ‬بالاحتفال‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬حلموا‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يجن‭ ‬جنونهم‭!‬

بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬العظيم‭ ‬يحسب‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭ ‬لإدارة‭ ‬النادي‭ ‬برئاسة‭ ‬الأمريكي‭ ‬توم‭ ‬ويرنر،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أولى‭ ‬خطوات‭ ‬نجاح‭ ‬الإدارة‭ ‬بتعاقدها‭ ‬الذكي‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬الإلماني‭ ‬القدير‭ ‬يورغن‭ ‬كلوب‭ ‬ووفرت‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الصفقات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها،‭ ‬ومنحته‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬للقيام‭ ‬بعمله‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الضغوطات،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬فوز‭ ‬الفريق‭ ‬بلقب‭ ‬دوري‭ ‬الأبطال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬ولقب‭ ‬الدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

أما‭ ‬يورغن‭ ‬كلوب،‭ ‬فإنه‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬العظيم،‭ ‬والذي‭ ‬عجز‭ ‬عنه‭ ‬عشرات‭ ‬المدربين‭ ‬الذين‭ ‬سبقوه،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬وقاده‭ ‬لاعتلاء‭ ‬المنصات‭ ‬بفضل‭ ‬حنكته‭ ‬ودهائه‭. ‬لذلك‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يُمنح‭ ‬لقب‭ ‬المدرب‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حاليا‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭.‬

لقب‭ ‬الدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬للعام‭ ‬2020‭ ‬سيكون‭ ‬مخلدا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الكرة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬كسائر‭ ‬الألقاب،‭ ‬فهو‭ ‬اللقب‭ ‬الأول‭ ‬لفريق‭ ‬بعد‭ ‬عقدة‭ ‬لازمته‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاما‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬متقهقرا‭ ‬ومكتفيا‭ ‬بمشاهدة‭ ‬المنافسين‭ ‬أبطالا،‭ ‬ثم‭ ‬إنه‭ ‬اللقب‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬حسمه‭ ‬قبل‭ ‬سبع‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬الختام‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬لم‭ ‬يسبقه‭ ‬أي‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭. ‬

وأخيرا،‭ ‬فإنه‭ ‬اللقب‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الكرة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬فيه‭ ‬بلبس‭ ‬الكمامات‭ ‬إجباريا‭!‬