مُلتقطات

مجلس التعليم... “تصديق” الأجانب ليس شرطًا!

| د. جاسم المحاري

قد‭ ‬تبدو‭ ‬“سابقة”‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬بمجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬مؤخراً‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬ردّه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬“ملاحظات”‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬بشأن‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬لأعضاء‭ ‬هيئات‭ ‬التدريس‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة‭ ‬البحرينية،‭ ‬بأنّ‭ ‬معادلة‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجامعات‭ ‬الخارجية‭ ‬ليست‭ ‬شرطاً‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭! ‬وبررّه‭ ‬بعامل‭ ‬الخبرة‭ ‬وبعض‭ ‬لوائح‭ ‬المجلس،‭ ‬بينما‭ ‬أورد‭ ‬تقرير‭ ‬الديوان‭ ‬عدم‭ ‬تحقّق‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬من‭ ‬سلامة‭ ‬مؤهلات‭ ‬أعضاء‭ ‬الهيئات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬“غير‭ ‬البحرينيين”‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تجنّب‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬“اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتقويم‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية”‭ ‬قبل‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬توظيفهم؛‭ ‬قد‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬عديدهم‭ ‬يحمل‭ ‬مؤهلات‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬غير‭ ‬مدرجة‭ ‬ضمن‭ ‬الجامعات‭ ‬الموصى‭ ‬بها،‭ ‬بل‭ ‬يحمل‭ ‬سواهم‭ ‬مؤهلات‭ ‬أوقفت‭ ‬اللجنة‭ ‬معادلتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يضمن‭ ‬توظيف‭ ‬مؤهلين‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسات‭.‬

فيما‭ ‬تتوالى‭ ‬“غرابة”‭ ‬الأمر،‭ ‬عندما‭ ‬يُلزم‭ ‬الأكاديميون‭ ‬البحرينيون‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مصادقة‭ ‬اللجنة‭ ‬لمؤهلاتهم‭ ‬كشرط‭ ‬لتوظيفهم؛‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لغير‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬التعيين‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬البحرينية‭ ‬الخاصة،‭ ‬أضفْ‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تأخر‭ ‬البتّ‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬التوظيف‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬المحددة‭ ‬في‭ ‬دليل‭ ‬خدمات‭ ‬الأمانة‭ ‬التي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬بين‭ (‬5‭ - ‬8‭) ‬أشهر؛‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬حرمان‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التعيين‭ ‬من‭ ‬ناحية‭. ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬غياب‭ ‬الجزاءات‭ ‬حيال‭ (‬بعض‭) ‬المخالفات‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الاستعانة‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ - ‬بتقارير‭ ‬هيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالرقابة‭ ‬والتفتيش‭ ‬وفق‭ ‬إشارة‭ ‬التقرير‭. ‬

نافلة‭: ‬

قرار‭ (‬337‭/‬م‭ ‬ع‭ ‬ن‭/ ‬2016م‭) ‬القاضي‭ ‬بتشكيل‭ ‬“اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتقويم‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية”‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم؛‭ ‬جاء‭ ‬مُلحّاً‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬الحاجة‭ ‬لتطوير‭ ‬السياسات‭ ‬والمعايير‭ ‬والإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بإعداد‭ ‬وتحديث‭ ‬القوائم‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بالبرامج‭ ‬الخاصة‭ - ‬فوق‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ - ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخارجية‭ ‬الموصى‭ ‬بالدراسة‭ ‬فيها‭. ‬وفي‭ ‬موازاة‭ ‬ذلك،‭ ‬يأمل‭ ‬المعنيون‭ ‬بضرورة‭ ‬“مراجعة”‭ ‬ما‭ ‬يحدّ‭ ‬من‭ ‬توظيف‭ ‬الكفاءات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬يُعوّل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬اللوائح‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.‬