فجر جديد

موظف البدالة الكسول

| إبراهيم النهام

يشكو‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمراجعين‭ ‬من‭ ‬تلكؤ‭ ‬موظفي‭ ‬البدالة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬المكالمات‭ ‬الهاتفية‭ ‬وفي‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬استفساراتهم‭.‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬القديم‭ ‬والمستمر،‭ ‬والمتزايد‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬مع‭ ‬تفشي‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”،‭ ‬يعكس‭ ‬عدم‭ ‬النزاهة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الوظيفة،‭ ‬ويعكس‭ ‬أيضا‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬الإدارية،‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬هذا‭ ‬الموظف‭ ‬الانتهازي‭ ‬وذاك،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬وظيفته‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للمرح،‭ ‬وتغيير‭ ‬الجو،‭ ‬والراحة‭ ‬والاستجمام‭.‬

من‭ ‬المعيب‭ ‬على‭ ‬موظف‭ ‬البدالة‭ ‬الحكومي،‭ ‬أن‭ ‬يستلم‭ ‬راتبا‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬مقابله‭ ‬الواجب‭ ‬المدرج‭ ‬في‭ ‬وصفه‭ ‬الوظيفي،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتخطى‭ ‬رفع‭ ‬السماعة‭ ‬والحديث‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬وإغلاقها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتصل‭ ‬لها‭ ‬المراجع‭ ‬إلا‭ ‬مضطرا‭ ‬ولحاجة،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬يمثل‭ ‬رد‭ ‬موظف‭ ‬البدالة‭ ‬بها‭ ‬استحالة‭ ‬حقيقية‭.‬

حديث‭ ‬الناس‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬أثير‭ ‬الإذاعة‭ ‬وصفحات‭ ‬بريد‭ ‬القراء‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الكل‭ ‬يعرفه‭ ‬ويعيه‭ ‬جيدا،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬إهماله‭ ‬وعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬موصدة‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬الناس؛‭ ‬بسبب‭ ‬موظف‭ ‬مزاجي‭ ‬وكسول‭.‬

هذا‭ ‬الإهمال،‭ ‬يتطلب‭ ‬الوقفة‭ ‬الحاسمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارات‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬بوضع‭ ‬رقابة‭ ‬دقيقة‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬موظف‭ ‬البدالة‭ ‬بها؛‭ ‬لأن‭ ‬إهماله‭ ‬بأداء‭ ‬واجبه‭ ‬به‭ ‬إساءة‭ ‬للجهة‭ ‬التي‭ ‬يمثلها،‭ ‬وضرر‭ ‬فادح‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬وإجهاد‭ ‬لهم‭ ‬بقطع‭ ‬المسافات‭ ‬الطويلة،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اختصارها‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬المكالمة‭ ‬فقط‭.‬