يوم الطبيب

| د. عبدالله الحواج

كان‭ ‬التوجيه‭ ‬واضحًا‭ ‬من‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة،‭ ‬اعتمدوا‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬الخير‭ ‬يومًا‭ ‬للطبيب،‭ ‬انشروا‭ ‬الاعتماد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬واذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬العالم؛‭ ‬حتى‭ ‬تشعر‭ ‬الجيوش‭ ‬البيضاء‭ ‬أنها‭ ‬مُقدرة،‭ ‬وأنها‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬أمام‭ ‬عدوان‭ ‬كورونا‭ ‬الرهيب،‭ ‬وبالفعل‭ ‬وصل‭ ‬الاعتماد‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬بادرت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مديرها‭ ‬العام‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبرييسوس‭ ‬بإرسال‭ ‬خطاب‭ ‬شكر‭ ‬وتقدير‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بمناسبة‭ ‬تخصيص‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬أربعاء‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬للطبيب‭ ‬البحريني؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬تضحيات‭ ‬والوقوف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬قويًا‭ ‬لمواجهة‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين،‭ ‬وتقديم‭ ‬العلاجات‭ ‬والبروتوكولات‭ ‬الوقائية‭ ‬الناجعة‭ ‬للتصدي‭ ‬إلى‭ ‬الجائحة‭ ‬الكونية‭ ‬المُريعة‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬النصف‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭.‬

الإشارة‭ ‬الأولى‭ ‬تأتي‭ ‬دائمًا‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وتتسق‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬المملكة‭ ‬وتساهم‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬مُحكمة‭ ‬لإعطاء‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه،‭ ‬حتى‭ ‬ذلك‭ ‬المرتبط‭ ‬بتمديد‭ ‬حزمة‭ ‬الإسناد‭ ‬للقطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الجائحة،‭ ‬وحتى‭ ‬ذلك‭ ‬المدى‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتفاصيل‭ ‬الإنسانية‭ ‬البسيطة‭ ‬وما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الحياة‭ ‬بمملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬البحرين‭.‬

وزير‭ ‬المالية‭ ‬لم‭ ‬يتأخر‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬بث‭ ‬تمديد‭ ‬حزمة‭ ‬المساعدة‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬الكريم‭ ‬وللمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تئن‭ ‬داخل‭ ‬عين‭ ‬الجائحة،‭ ‬وفق‭ ‬عمق‭ ‬العواصف‭ ‬المتاخمة‭ ‬لها‭ ‬والمؤثرة‭ ‬فيها،‭ ‬إنها‭ ‬منظومة‭ ‬دولة‭ ‬تفهم‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬التحكم‭ ‬بالأداء‭ ‬الإداري؛‭ ‬لكي‭ ‬يتواءم‭ ‬ويتواكب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر‭ ‬وكل‭ ‬عصر،‭ ‬وهي‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬يتبع‭ ‬أرقى‭ ‬خطاها‭ ‬ويؤمن‭ ‬بأدق‭ ‬ملامحها،‭ ‬ويترجم‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬معانيها‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬حكومية‭ ‬فاعلة،‭ ‬وتوجيهات‭ ‬شعبية‭ ‬مؤثرة،‭ ‬هي‭ ‬اللجنة‭ ‬التنسيقية‭ ‬أيضًا‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ومنظومة‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬أرسى‭ ‬قواعدها‭ ‬منذ‭ ‬المهد‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬ورفيق‭ ‬دربه‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬عمره؛‭ ‬لكي‭ ‬يصنعا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬للاستقرار‭ ‬والازدهار،‭ ‬لقبول‭ ‬التحدي،‭ ‬والذود‭ ‬عن‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭.‬

يوم‭ ‬الطبيب،‭ ‬التقدير‭ ‬الدولي،‭ ‬حزمة‭ ‬الإسناد‭ ‬للقطاعات‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬كورونا،‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الطلبات‭ ‬الإسكانية‭ ‬القديمة،‭ ‬والنزول‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬المواطن،‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجاته،‭ ‬والقبول‭ ‬بمتطلباته،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬أدق‭ ‬وأرقى‭ ‬طموحاته،‭ ‬جميعها،‭ ‬جميعها‭ ‬تأتي‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬مواعيدها‭ ‬المحددة،‭ ‬حتى‭ ‬المتأخر‭ ‬منها،‭ ‬أو‭ ‬المتراجع‭ ‬وفق‭ ‬أجندة‭ ‬أولويات‭ ‬أخرى،‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬وتدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬تلك‭ ‬التوأمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخطئ‭ ‬مقصدها‭ ‬بين‭ ‬توجه‭ ‬القيادة‭ ‬وقرارات‭ ‬الحكومة‭ ‬وأهداف‭ ‬الأمة،‭ ‬المصب‭ ‬محدد‭ ‬المسار،‭ ‬والمنبع‭ ‬مستند‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬العبث‭ ‬بمقدراته‭. ‬أما‭ ‬الوطن‭ ‬المترامي‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬فيعيش‭ ‬حالة‭ ‬توافق‭ ‬مستدام‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الإمكان،‭ ‬بين‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الإنجاز،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬بلوغ‭ ‬الأماني‭ ‬وفرز‭ ‬الطموحات،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأولويات،‭ ‬إنها‭ ‬قدرة‭ ‬قائد‭ ‬على‭ ‬تسيير‭ ‬مسيرة،‭ ‬وملمح‭ ‬محمود‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬أخرى‭ ‬كثيرة،‭ ‬طريقها‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإنماء‭ ‬والنماء،‭ ‬التضحية‭ ‬والإباء،‭ ‬والوفاء،‭ ‬وأي‭ ‬وفاء‭.‬