لقطة

كيف احتفل “الليفربوليون” باللقب؟!

| أحمد كريم

نحن‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬يحدث‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬ليفربول‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يفك‭ ‬النحس‭ ‬الذي‭ ‬لازمه‭ ‬لمدة‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬وتوج‭ ‬بطلا‭ ‬للدوري‭ ‬الإنجليزي‭!‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬أقل‭ ‬وطأة‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2019،‭ ‬عندما‭ ‬توج‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬ببطولة‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬بعد‭ ‬انتظار‭ ‬دام‭ ‬50‭ ‬سنة‭.. ‬أليس‭ ‬كذلك؟

أتذكر‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬البحرين،‭ ‬يوم‭ ‬خرج‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬بيوتهم‭ ‬يهنئون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالإنجاز‭ ‬الذي‭ ‬حلموا‭ ‬به‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭. ‬كانت‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬مسرحا‭ ‬للاحتفال،‭ ‬وغصت‭ ‬الشوارع‭ ‬بالمسيرات‭ ‬لاستقبال‭ ‬الأبطال‭ ‬من‭ ‬المحرق‭ ‬وحتى‭ ‬الصخير‭!‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬الذكريات‭ ‬والمشاعر‭ ‬تساءلت‭ ‬بحيرة‭: ‬كيف‭ ‬احتفل‭ ‬“الليفربوليون”‭ ‬بالفوز‭ ‬التاريخي‭ ‬بلقب‭ ‬الدوري‭ ‬الإنجليزي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعيش‭ ‬فيه‭ ‬الناس‭ ‬أزمة‭ ‬طاحنة‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أنهم‭ ‬انفجروا‭ ‬فرحا،‭ ‬لكنهم‭ ‬كتموا‭ ‬احتفالاتهم‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬المتربص‭ ‬بالناس‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭!‬

لو‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬طبيعية‭ ‬لغصت‭ ‬الشوارع‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬المؤيدة‭ ‬لليفربول‭ ‬بالمحتفلين‭. ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬كذلك‭ ‬لاحتضن‭ ‬معقل‭ ‬النادي‭ ‬الإنجليزي‭ ‬انفيلد‭ ‬احتفالية‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مثيل،‭ ‬لكن‭ ‬الأحوال‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬مع‭ ‬بالغ‭ ‬الأسف‭!‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬احتفال‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬الأندية‭ ‬شعبية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بإنجاز‭ ‬ظل‭ ‬طويلا‭ ‬يعانده،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اقترابه‭ ‬من‭ ‬اللقب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة؟

إنه‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬تبادر‭ ‬إلى‭ ‬ذهني‭ ‬وأنا‭ ‬أشاهد‭ ‬فرحة‭ ‬الجماهير‭ ‬الليفربولية‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وكأن‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬أصبح‭ ‬المتنفس‭ ‬الوحيد‭ ‬للناس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬ليعبروا‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬فرحا،‭ ‬أو‭ ‬حزنا‭.‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يقود‭ ‬المشجعين‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬الجنون،‭ ‬فليست‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬تواري‭ ‬انفعالاتها‭ ‬في‭ ‬الخفاء،‭ ‬لقد‭ ‬تعود‭ ‬الرياضيون‭ ‬أن‭ ‬يصرخوا‭ ‬بأعلى‭ ‬أصواتهم‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬وبسبب‭ ‬فيروس‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭ ‬يحبسون‭ ‬أنفاسهم‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭.‬

إنها‭ ‬كارثة‭ ‬بشرية‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يخلصنا‭ ‬منها‭ ‬سريعا،‭ ‬فالأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬المقبلة‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الاستمرار‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال،‭ ‬وكما‭ ‬تؤكد‭ ‬النصائح‭ ‬الطبية‭ ‬الموصى‭ ‬بها‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا‭ ‬“نبتعد‭ ‬اليوم‭ ‬لنلتقي‭ ‬غدا”‭.‬

مبارك‭ ‬لكل‭ ‬مشجع‭ ‬ليفربولي‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬الرائع‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الانتظار،‭ ‬وعسى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬أفضل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬