اتفاق الرياض والفرصة الثانية

| بدور عدنان

أعلن‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬التوصل‭ ‬لاتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭ ‬وبين‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬اشتعل‭ ‬الخلاف‭ ‬مجدداً‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬إثر‭ ‬إعلان‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬الإدارة‭ ‬الذاتية‭ ‬لمحافظات‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬تحد‭ ‬واضح‭ ‬لبنود‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬قرر‭ ‬الجنوبي‭ ‬اليوم‭ ‬العودة‭ ‬للحوار‭ ‬وقبول‭ ‬الهدنة‭.‬

شخصياً‭ ‬لم‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬الجنوبي‭ ‬بالهدنة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬تفوق‭ ‬القوات‭ ‬الجنوبية‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬أرخبيل‭ ‬سقطرى‭ ‬المعروف‭ ‬بأهميته‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أمعنا‭ ‬التفكير‭ ‬وحاولنا‭ ‬تفسير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعطيات‭ ‬والمتغيرات‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬مازال‭ ‬متمسكاً‭ ‬ببنود‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬بفعله‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬تمرد‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تصرف‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬خاطئ‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬محله،‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬هو‭ ‬استعراض‭ ‬قدرات‭ ‬الجنوبي‭ ‬وإجبار‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬ببنود‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬الجنوبي‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬به‭ ‬وماطلت‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬بنوده‭.‬

لست‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬التبرير‭ ‬لما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الجنوبي‭ ‬فهو‭ ‬خاطئ‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬مسوغ،‭ ‬فالحلول‭ ‬السياسية‭ ‬والحوار‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يبقى‭ ‬الحل‭ ‬الأنجع‭ ‬والأفضل‭ ‬لذلك‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬عاد‭ ‬الجنوبي‭ ‬لاتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬وقبل‭ ‬بالهدنة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حقق‭ ‬نجاحات‭ ‬وانتصارات‭ ‬نسبية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬العودة‭ ‬للحوار‭ ‬اليوم‭ ‬فرصة‭ ‬ثانية‭ ‬لتصحيح‭ ‬مسار‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تعقدت‭ ‬بالفعل‭ ‬كثيراً،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬والتوصل‭ ‬لتسوية‭ ‬تحفظ‭ ‬حق‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬أصلاً‭ ‬متحققة‭ ‬ومضمونة‭ ‬ورقياً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بنود‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬خصوصاً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإطار‭ ‬الزمني‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬

أجدد‭ ‬دعوتي‭ ‬اليوم‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬اليمنية‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الهدنة‭ ‬والاتحاد‭ ‬ورأب‭ ‬الصدع‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الواحد‭ ‬فتوحيد‭ ‬الجبهة‭ ‬والقتال‭ ‬ضد‭ ‬العدو‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬الحوثي‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأوحد‭ ‬والأهم‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المنضوية‭ ‬تحت‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية‭.‬