سارقة المؤونة

| مريم أبودريس

في‭ ‬حادثة‭ ‬غريبة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وقيمه‭ ‬وأخلاقياته،‭ ‬أقدمت‭ ‬امرأة‭ ‬مجهولة‭ ‬على‭ ‬خديعة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬بشراء‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأغذية‭ ‬بمبالغ‭ ‬تتخطى‭ ‬أربعمائة‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬في‭ ‬موقعين‭ ‬مختلفين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لهم‭ ‬بإحدى‭ ‬طرق‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ولأن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيه‭ ‬جُبلوا‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬وتقديم‭ ‬الثقة‭ ‬وحسن‭ ‬الظن‭ ‬بالآخرين‭ ‬قبل‭ ‬الشك‭ ‬وسوء‭ ‬الظن،‭ ‬فإن‭ ‬قبول‭ ‬الدفع‭ ‬بطريقة‭ ‬حديثة‭ ‬وتأخر‭ ‬وصول‭ ‬المدفوعات‭ ‬لم‭ ‬يدفعهم‭ ‬لإيقاف‭ ‬السارقة‭ ‬ظناً‭ ‬منهم‭ ‬أنها‭ ‬تخدعهم‭ ‬بل‭ ‬وثقوا‭ ‬بأخلاق‭ ‬البحرينيين‭ ‬ثقةً‭ ‬دفعتهم‭ ‬للاطمئنان‭ ‬بتحصيل‭ ‬أموالهم‭ ‬قريباً‭.‬

إن‭ ‬الجرم‭ ‬الذي‭ ‬اقترفته‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬السرقة‭ ‬والاحتيال‭ ‬بل‭ ‬تعدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬هز‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحطيم‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله،‭ ‬بحيث‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬يثق‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الآخر‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬معرفة،‭ ‬ولا‭ ‬يترك‭ ‬ذلك‭ ‬مجالا‭ ‬للناس‭ ‬ليتعاونوا‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭.‬

إن‭ ‬جهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المجرمة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬ومبعث‭ ‬على‭ ‬الاطمئنان‭ ‬أن‭ ‬يد‭ ‬العدالة‭ ‬تطال‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يتذاكى‭ ‬ويتلاعب‭ ‬بالآخرين‭ ‬ويفر‭ ‬دون‭ ‬محاسبة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬جرمها‭ ‬كان‭ ‬مستهجناً‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬لجرأته‭ ‬وغرابته‭ ‬ولتلذذها‭ ‬بتكرار‭ ‬الفعل‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬متقاربة‭.‬

إن‭ ‬إنزال‭ ‬العقوبات‭ ‬المناسبة‭ ‬حسبما‭ ‬يقرره‭ ‬القانون‭ ‬بحق‭ ‬هذه‭ ‬المحتالة‭ ‬بإمكانه‭ ‬ردع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬مستقبلا‭ ‬التلاعب‭ ‬بثقة‭ ‬ونقاء‭ ‬الآخرين‭ ‬وتغيير‭ ‬طبيعة‭ ‬المجتمع‭ ‬الآمنة‭ ‬المطمئنة‭.‬