سوالف

“التواضع” يافطة تلامس الشمس بصدفة مرصعة بالعظمة

| أسامة الماجد

كلنا‭ ‬كبشر‭ ‬تطعمنا‭ ‬شجرة‭ ‬الحياة،‭ ‬وتدفئنا‭ ‬شمس‭ ‬واحدة،‭ ‬وحكاية‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬بسيطة‭ ‬مركبة،‭ ‬من‭ ‬سلخت‭ ‬بشرته‭ ‬أشعة‭ ‬الظهيرة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬اختنق‭ ‬من‭ ‬هواء‭ ‬المكيفات‭ ‬في‭ ‬المكاتب‭ ‬أو‭ ‬قفص‭ ‬الراحة،‭ ‬فالملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬تشقى‭ ‬صباحا‭ ‬ومساء،‭ ‬تزرع‭ ‬وتنتظر‭ ‬الحصاد،‭ ‬ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬الخليقة‭ ‬“والناس‭ ‬لبعضها‭ ‬البعض”‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬المراكز‭ ‬والأشكال،‭ ‬والشخص‭ ‬المتواضع‭ ‬يقطن‭ ‬في‭ ‬محراب‭ ‬السماء،‭ ‬وتسقط‭ ‬عليه‭ ‬أوراق‭ ‬الجنة‭ ‬والرضى‭ ‬الرباني‭.‬

عش‭ ‬متواضعا‭ ‬ومحبا‭ ‬للناس‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬السعادة،‭ ‬وحياتك‭ ‬مفعمة‭ ‬بالنور‭ ‬وأناشيد‭ ‬الورد‭ ‬وعطور‭ ‬القرنفل،‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬علماء‭ ‬النفس،‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬يا‭ ‬صاح‭ ‬تظن‭ ‬أنك‭ ‬أرفع‭ ‬مرتبة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الآخرين‭ ‬فهذا‭ ‬رأي‭ ‬مغلوط،‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬إلى‭ ‬تغييره‭ ‬وإزالته‭ ‬من‭ ‬فكرك‭ ‬كليا،‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬تعتقد‭ ‬أنك‭ ‬لست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬فلا‭ ‬يمكنك‭ ‬الاستمرار‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مركزك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬المادي،‭ ‬لأنك‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تحتج‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬ماديا‭ ‬أو‭ ‬معنويا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تحتاج‭ ‬إليهم‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬أخرى،‭ ‬لعلك‭ ‬تعدها‭ ‬تافهة‭ ‬بسيطة‭ ‬ولكنها‭ ‬تصبح‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الخطورة‭ ‬حين‭ ‬اللزوم‭ ‬إليها‭.‬

فحاول‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اجتماعيا،‭ ‬وعامل‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬طبقاتهم،‭ ‬لا‭ ‬تحتقر‭ ‬وضیع‭ ‬القوم‭ ‬ولا‭ ‬تهب‭ ‬رفيعهم،‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬أنت‭ ‬على‭ ‬حق،‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اجتماعيا‭ ‬تكسب‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬وترضى‭ ‬عن‭ ‬نفسك‭ ‬ويرضى‭ ‬عنك‭ ‬الناس‭. ‬

بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬وأنهم‭ ‬عالة‭ ‬على‭ ‬غيرهم،‭ ‬وأنهم‭ ‬لا‭ ‬يصلحون‭ ‬لعمل‭ ‬ما،‭ ‬لذلك‭ ‬يشعرون‭ ‬بالوحدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬ويحاولون‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ ‬بسبب‭ ‬اعتقادهم‭ ‬السابق‭ ‬بأنهم‭ ‬أقل‭ ‬مرتبة‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تميزهم،‭ ‬ومجملا‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬ينعزلون‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬ويعيشون‭ ‬وحيدين‭ ‬بعيدين‭ ‬عنهم‭ ‬يعانون‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬التعاسة‭ ‬والهموم‭ ‬والحرمان‭.‬

إذا‭ ‬أذكر‭ ‬نفسي‭ ‬وأذكرك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭... ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬خلقت‭ ‬ليمشي‭ ‬عليها‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويعمر‭ ‬ويبني،‭ ‬والتواضع‭ ‬والتعاون‭ ‬يافطة‭ ‬تلامس‭ ‬الشمس‭ ‬بألف‭ ‬صدفة‭ ‬مرصعة‭ ‬بالعظمة‭.‬