الأمن القومي المصري

| بدور عدنان

ذهب‭ ‬العديد‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬حُلم‭ ‬ورشد‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬إزاء‭ ‬التطورات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الجارية‭ ‬على‭ ‬حدودها‭ ‬الغربية‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬عسكرية‭ ‬مع‭ ‬الطرف‭ ‬التركي‭ ‬الداعم‭ ‬لحكومة‭ ‬الوفاق‭ ‬الليبية،‭ ‬وأن‭ ‬مصر‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تشتبك‭ ‬ميدانياً‭ ‬بقواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬لعرض‭ ‬مبادرة‭ ‬القاهرة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬على‭ ‬الحل‭ ‬السلمي‭ ‬السياسي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التفاهمات‭ ‬والاتفاق‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحاربة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الليبي‭.‬

خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬أمام‭ ‬قوات‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬واضحاً‭ ‬وحاسماً‭ ‬كحد‭ ‬السيف‭ ‬وحمل‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬ردا‭ ‬صريحاً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المشككين‭ ‬في‭ ‬جاهزية‭ ‬وقوة‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬فالرئيس‭ ‬المصري‭ ‬صرح‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬بأن‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬جنود‭ ‬المنطقة‭ ‬وأن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للقيام‭ ‬بأية‭ ‬مهمة‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭.‬

فِكر‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬وعقيدة‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المصالح‭ ‬القومية‭ ‬عقيدة‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بعبور‭ ‬البحار‭ ‬سعياً‭ ‬للاحتلال‭ ‬والإرهاب‭ ‬والاعتداء،‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬استيعابها،‭ ‬فالجيش‭ ‬المصري‭ ‬أسمى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بالتدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نهب‭ ‬الخيرات‭ ‬واستغلال‭ ‬الموارد‭ ‬لدولة‭ ‬شقيقة،‭ ‬فمصر‭ ‬تحترم‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬رمتها‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬وأوغلت‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬واحتلال‭ ‬ما‭ ‬يحلو‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬اعتقدت‭ ‬أنها‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭.‬

رسالة‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬فحكمة‭ ‬القيادة‭ ‬المصرية‭ ‬وإيثارها‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬للحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬استدعى‭ ‬الأمر،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬سيكون‭ ‬تحت‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬لها‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬ومقدراتها‭.‬

أدعو‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سولت‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬للحظة‭ ‬الشك‭ ‬بقدرات‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬أن‭ ‬يستذكر‭ ‬حرب‭ ‬73‭ ‬وكيف‭ ‬استطاعت‭ ‬مصر‭ ‬وجنود‭ ‬مصر‭ ‬كسر‭ ‬شوكة‭ ‬إسرائيل‭ ‬والدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬اعتقد‭ ‬بأن‭ ‬السنين‭ ‬الماضية‭ ‬غيرت‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬فليعلم‭ ‬أن‭ ‬جنود‭ ‬مصر‭ ‬اليوم‭ ‬هم‭ ‬أحفاد‭ ‬أبطال‭ ‬الأمس‭.‬