ريشة في الهواء

مدرسة المبادرات والتحديات

| أحمد جمعة

مدرسة‭ ‬المبادرات،‭ ‬هي‭ ‬مدرسة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وهذه‭ ‬المدرسة‭ ‬والنهج‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬عليه،‭ ‬والنموذج‭ ‬الذي‭ ‬تؤسسه‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬العالمي،‭ ‬هو‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬قواعد‭ ‬بناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬متقدمة،‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحيوية‭ ‬والمنافسة،‭ ‬فبعد‭ ‬يوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬يوما‭ ‬يكرس‭ ‬للاحتفال‭ ‬بدور‭ ‬ومكانة‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحافي،‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬والتجاهل،‭ ‬ها‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬مبادرة‭ ‬أخرى‭ ‬وطنية،‭ ‬تضع‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬يستحقها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكريس‭ ‬يوم‭ ‬له‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬فيه‭ ‬وتكريم‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الطارئ‭ ‬بالخط‭ ‬الأول‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬وسلامته،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬صاحب‭ ‬القلم‭ ‬الذي‭ ‬يجسد‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬استقرار‭ ‬البلد‭.‬

هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬وإطلاق‭ ‬المبادرات،‭ ‬كان‭ ‬قمتهُ‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يومًا‭ ‬عالمياً‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭ ‬واسم‭ ‬البحرين‭ ‬عاليًا،‭ ‬وتأتي‭ ‬دائمًا‭ ‬المبادرات‭ ‬لسموه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظرة‭ ‬عميقة‭ ‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬ومكافأة‭ ‬الذين‭ ‬يسهمون‭ ‬بإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬فالوقت‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬للعمل‭ ‬والإنجاز‭ ‬وتجاوز‭ ‬العثرات‭ ‬والعقبات‭ ‬مهما‭ ‬كثرت‭ ‬وتعقدت‭ ‬التحديات‭ ‬فالعالم‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬ولم‭ ‬يتطور‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬المنصرمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحقول‭ ‬والمجالات‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات،‭ ‬فعندما‭ ‬يواجه‭ ‬المجتمع‭ ‬برمته‭ ‬تحديًا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬أزمة،‭ ‬يبدأ‭ ‬أفراده‭ ‬التحرك‭ ‬ضمن‭ ‬تحد‭ ‬حقيقي‭ ‬للأزمة،‭ ‬وقد‭ ‬نهضت‭ ‬مجتمعات‭ ‬عالمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات،‭ ‬واليوم‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬أمام‭ ‬اختبار‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬وأمامنا‭ ‬نهج‭ ‬اختطه‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬متمثلاً‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تؤسس‭ ‬لحراك‭ ‬وطني‭ ‬يدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬والمسابقات‭ ‬للمنافسات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أساس‭ ‬التطور‭.‬

عندما‭ ‬أقول‭ ‬مدرسة‭ ‬المبادرات،‭ ‬والتي‭ ‬أنتجت‭ ‬خلال‭ ‬المراحل‭ ‬المتعاقبة‭ ‬كل‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكاسب،‭ ‬فإني‭ ‬أيضًا‭ ‬ألمح‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬ينتهج‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ذات‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬المبادرات‭ ‬التشجيعية‭ ‬بوزاراتهم‭ ‬ومؤسساتهم‭ ‬وحتى‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬يمكن‭ ‬العمل‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬يشجع‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وثبت‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الصناعية‭ ‬المتطورة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬بالمبادرات،‭ ‬لا‭ ‬بردود‭ ‬الأفعال‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬عادة‭ ‬فرقاً‭. ‬أمامنا‭ ‬مدرسة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬تقدم‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬نحتاجه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬بالذات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الشعارات‭ ‬والخطابات‭ ‬الرنانة‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

الأحلام‭ ‬لا‭ ‬تصبح‭ ‬وقائع‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تصنع‭ ‬لها‭ ‬قواعد‭.‬