فجر جديد

عاشت مصر

| إبراهيم النهام

نقف‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬العروبة‭ ‬قلبًا‭ ‬وقالبًا،‭ ‬بكل‭ ‬النداءات‭ ‬والمواقف‭ ‬والأحداث‭ ‬الجسام،‭ ‬ولذلك‭ ‬أسباب‭ ‬ومسببات‭ ‬يصعب‭ ‬حصرها‭ ‬بمقال‭ ‬أو‭ ‬مقالين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مئة،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬والعريق،‭ ‬ذا‭ ‬الإرث‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬العالمي،‭ ‬يظل‭ ‬دومًا‭ ‬الأقرب‭ ‬للأفئدة،‭ ‬ثقافة‭ ‬وعلمًا‭ ‬وأدبًا‭ ‬وبطولة،‭ ‬وتكثر‭ ‬المُفردات‭ ‬ها‭ ‬هنا‭ ‬ولا‭ ‬تقف‭.‬

‭ ‬حين‭ ‬وجّه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬خطابه‭ ‬الأخير‭ ‬عن‭ ‬الملف‭ ‬الليبي،‭ ‬وعن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬تمزيق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬تحتضنها‭ ‬دول،‭ ‬كان‭ ‬خطابه‭ ‬مؤثرًا‭ ‬بالشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬كلها،‭ ‬لأن‭ ‬الكل‭ ‬يعي‭ ‬جيدًا‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬المصري‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬أحمر،‭ ‬لا‭ ‬يتوجب‭ ‬تجاوزه،‭ ‬أو‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬القناعات‭ ‬الصحيحة،‭ ‬أكدتها‭ ‬بالعلن‭ ‬أحداث‭ (‬الخراب‭ ‬العربي‭)‬،‭ ‬وأكدها‭ ‬التدخلات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الثورات،‭ ‬والتي‭ ‬أضحت‭ ‬اليوم‭ ‬غارقة‭ ‬حتى‭ ‬أذنها‭ ‬بالسيارات‭ ‬المفخخة،‭ ‬وبالسياسيين‭ ‬السراق،‭ ‬وبملفات‭ ‬التنمية‭ ‬والتعمير‭ ‬والتي‭ ‬تأبى‭ ‬أن‭ ‬تتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬واحدة‭ ‬للأمام‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬انهيار‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتحولها‭ ‬لمليشيات‭ ‬متصارعة‭ ‬مفككة،‭ ‬كالجيش‭ ‬العراقي،‭ ‬واليمني،‭ ‬والسوري،‭ ‬والليبي،‭ ‬كناقوس‭ ‬خطر‭ ‬يرن‭ ‬في‭ ‬آذاننا‭ ‬دومًا،‭ ‬ومنبّهًا‭ ‬بالأهداف‭ ‬القادمة،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬والذي‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬الضباع‭ ‬والخنازير‭ ‬بعيون‭ ‬الحقد‭ ‬والكراهية‭ ‬والمقت،‭ ‬والخوف‭.‬

‭ ‬ولذلك‭ ‬كله،‭ ‬ولثقتنا‭ ‬المعدومة‭ ‬بمن‭ ‬يتشدقون‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬فقط،‭ ‬فإننا‭ ‬نرى‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬استهداف‭ ‬معلن‭ ‬ومبطن‭ ‬لمصر،‭ ‬هو‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬ولأمننا،‭ ‬ولأبنائنا،‭ ‬ولأحفادنا‭ ‬من‭ ‬بعد،‭ ‬وعليه‭ ‬فإننا‭ ‬نتخندق‭ ‬جميعًا‭ ‬خلف‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬وخلف‭ ‬كل‭ ‬رجالات‭ ‬مصر‭ ‬الأوفياء،‭ ‬تضحية‭ ‬وحب‭ ‬وعرفانًا‭. ‬عاشت‭ ‬مصر،‭ ‬وشعب‭ ‬مصر‭.‬