أرقام تَصنعُ البَحرين... النشاط مع تقدم العمر

| د. حسين المهدي

المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية،‭ ‬رعى‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬العالمية‭ ‬للنشاط‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬العمر‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬1999م،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬تعكس‭ ‬اهتمام‭ ‬البحرين‭ ‬وسمو‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬بالمتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬حتى‭ ‬تأسيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمسنين‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬1984م‭.‬

وتزداد‭ ‬معدلات‭ ‬المتقدمين‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬السكان،‭ ‬بشكل‭ ‬مضطرد‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬ستينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا،‭ ‬مع‭ ‬توقعات‭ ‬مستقبلية،‭ ‬باستمرار‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وبصورة‭ ‬أكبر‭ ‬وأسرع،‭ ‬فبينما‭ ‬لم‭ ‬تتعد‭ ‬نسبة‭ ‬المتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬3‭.‬3‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬1965م،‭ ‬ارتفعت‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬9‭ % ‬بعد‭ ‬16‭ ‬عاماً،‭ ‬ثم‭ ‬بلغت‭ ‬6‭.‬3‭ % ‬في‭ ‬ختام‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭. ‬وتشير‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬تضاعف‭ ‬النمو‭ ‬إلى‭ ‬14‭.‬2‭ % ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬بل‭ ‬سيكون‭ ‬نصيب‭ ‬المتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬زهاء‭ ‬ربع‭ ‬مجموع‭ ‬سكان‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050م‭.‬

ويعزى‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬نصيب‭ ‬المتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬المواليد،‭ ‬حيث‭ ‬احتلت‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2010‭ ‬–‭ ‬2015م،‭ ‬الترتيب‭ ‬42‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬والثامن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وإلى‭ ‬تقدم‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬عموما،‭ ‬والخدمات‭ ‬الحياتية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬المتقدمون‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬خصوصا،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬حيث‭ ‬نشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسب‭ ‬الزيادة‭ ‬السكانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أسرع‭ ‬المعدلات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

ومن‭ ‬ضمن‭ ‬الخدمات‭ ‬لتشجيع‭ ‬النشاط‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬العمر،‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬وتأسيس‭ ‬دور‭ ‬وأندية‭ ‬المتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬مع‭ ‬تسهيلاتها‭ ‬الشاملة‭ ‬والمتكاملة‭ ‬للرعاية‭ ‬الإيوائية،‭ ‬مثل‭ ‬دار‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬للمسنين،‭ ‬ومركز‭ ‬المحرق‭ ‬للرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتقوم‭ ‬الدور‭ ‬بمهمة‭ ‬الرعاية‭ ‬المنزلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوحدات‭ ‬المتنقلة‭ ‬للمتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭. ‬

إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬والعناية‭ ‬بالمتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬نشاطهم‭ ‬نحو‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتهم‭ ‬وتجاربهم‭ ‬المفيدة‭ ‬للمجتمع‭ ‬ولهم،‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬معدلات‭ ‬مستدامة‭ ‬في‭ ‬نصيب‭ ‬هذه‭ ‬الشريحة‭ ‬إلى‭ ‬مجموع‭ ‬سكان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بلغت‭ ‬الضعف،‭ ‬خلال‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1965م،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬القادمة‭.‬