رؤيا مغايرة

نعم هذه هي البحرين

| فاتن حمزة

مع‭ ‬استمرار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬نجد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تبادر،‭ ‬ضمن‭ ‬استجابتها‭ ‬للظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬بدعم‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬بحزمة‭ ‬تحفيز‭ ‬اقتصادي‭ ‬شاملة‭ ‬قيمتها‭ ‬4‭.‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬تستمر‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تمديد‭ ‬مبادرة‭ ‬صندوق‭ ‬السيولة‭ ‬وخفض‭ ‬معدلات‭ ‬الفائدة،‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬القروض،‭ ‬ودعم‭ ‬المرتبات،‭ ‬وخفض‭ ‬الإيجارات،‭ ‬وتوفير‭ ‬المنح،‭ ‬وتخفيف‭ ‬أعباء‭ ‬فواتير‭ ‬الخدمات‭ ‬للمشاريع‭ ‬التجارية،‭ ‬وسيتولى‭ ‬صندوق‭ ‬البطالة‭ ‬دفع‭ ‬الرواتب‭ ‬ودفع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬للأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬وإعفاء‭ ‬الأفراد‭ ‬والشركات‭ ‬التجارية‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬البلدية‭ ‬والرسوم‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬استئجار‭ ‬الأراضي‭ ‬الصناعية‭ ‬الحكومية،‭ ‬وإعفاء‭ ‬المنشآت‭ ‬والمرافق‭ ‬السياحية‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬السياحة‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬حجم‭ ‬صندوق‭ ‬السيولة‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بحريني،‭ ‬وزيادة‭ ‬تسهيلات‭ ‬قروض‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬ورفع‭ ‬قدرة‭ ‬الإقراض‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬3‭.‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬للسماح‭ ‬بتأجيل‭ ‬الأقساط‭ ‬وتمديد‭ ‬التمويل‭ ‬الإضافي،‭ ‬وإعادة‭ ‬توجيه‭ ‬برامج‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”‭ ‬لدعم‭ ‬الشركات‭ ‬المتأثرة‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭.‬

نحمد‭ ‬الله‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬أحياناً‭ ‬يصعب‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أستوعب‭ ‬الأمر‭ ‬وأنا‭ ‬أقارن‭ ‬بيننا‭ ‬وبقية‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬ونتائج‭ ‬وتداعيات‭ ‬انتشار‭ ‬كورونا،‭ ‬أرى‭ ‬بأم‭ ‬عيني‭ ‬دولا‭ ‬كبرى‭ ‬واقتصاديات‭ ‬ضخمة‭ ‬تكاد‭ ‬تنهار،‭ ‬شركات‭ ‬أفلست،‭ ‬ملايين‭ ‬الموظفين‭ ‬سرحوا،‭ ‬قطاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬شلّت‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الانهيار‭ ‬والزوال،‭ ‬وعندما‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬حالنا‭ ‬ونحن‭ ‬دولة‭ ‬محدودة‭ ‬الموارد‭ ‬كنت‭ ‬أظن‭ ‬أننا‭ ‬لن‭ ‬نصمد‭ ‬أسابيع‭ ‬وندخل‭ ‬في‭ ‬نفق‭ ‬مظلم‭ ‬مخيف،‭ ‬وإذا‭ ‬بالوضع‭ ‬يختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الصورة‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬رسمها‭ ‬أكثرنا‭ ‬عما‭ ‬سيؤول‭ ‬إليه‭ ‬أمرنا‭ ‬إذا‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭.‬

فأقساطنا‭ ‬أجلت،‭ ‬ورواتبنا‭ ‬ضُمنت،‭ ‬واستهلاكنا‭ ‬الزائد‭ ‬للكهرباء‭ ‬دفع‭ ‬عنا،‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬منزلك،‭ ‬سيولة‭ ‬نقدية‭ ‬أسعدت‭ ‬جيوبنا،‭ ‬لم‭ ‬يسرح‭ ‬مواطن‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬عمله،‭ ‬لم‭ ‬تغلق‭ ‬شركة،‭ ‬وقائمة‭ ‬طويلة‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الراقصين‭ ‬على‭ ‬جراحاتنا‭.‬

نعم‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬بحكام‭ ‬يحبوننا‭ ‬ونحبهم،‭ ‬جعلونا‭ ‬ننسى‭ ‬كورونا،‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬خيراً‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬ذكر‭ ‬حديث‭ ‬عوف‭ ‬بن‭ ‬مالك‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬حينما‭ ‬قال‭: ‬سمعت‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭ ‬يقول‭: ‬خيار‭ ‬أئمتكم‭ ‬الذين‭ ‬تحبونهم‭ ‬ويحبونكم‭.‬