مُلتقطات

“العالي الخاص”... افتقارُ التوطين!

| د. جاسم المحاري

تتحدث‭ ‬الأدبيات‭ ‬المعاصرة‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬إخضاعها‭ ‬للتدريب‭ ‬الضروري‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬تحسين‭ ‬القدرات‭ ‬وتحليل‭ ‬المهارات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية؛‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬ودعم‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المؤثرة‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬التكيف‭ ‬السلس‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬لمخرجاتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المنافسة‭ ‬الشرسة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص‭ ‬إقليمياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬محلياً،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬عَدِيْدَ‭ ‬المُتَتبعين‭ ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬علّة‭ ‬هذا‭ ‬التعليم‭ ‬وافتقار‭ ‬جُلّ‭ ‬خططه‭ ‬للإشارة‭ ‬للكفاءات‭ ‬البحرينيية‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬وطنها‭ ‬وتطوره،‭ ‬بعد‭ ‬علّة‭ ‬انحسار‭ ‬نسب‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬غالبيتها‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬تساؤل‭ ‬عديد‭ ‬أولئك‭! ‬فيما‭ ‬الاقتراح‭ ‬النيابي‭ ‬الذي‭ ‬استهلّه‭ (‬5‭) ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬“الاثنين”‭ ‬الماضي‭ ‬يقضي‭ ‬بتوطين‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬واستقطاب‭ ‬الخريج‭ ‬البحريني‭ ‬وإحلاله‭ ‬مكان‭ ‬المتعاقد‭ ‬وجعله‭ ‬الخيار‭ ‬الأول؛‭ ‬يبدو‭ ‬أنّه‭ ‬الأمل‭ ‬المعقود،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬بينت‭ ‬مذكرتهم‭ ‬الإيضاحية‭ ‬تلك‭ ‬الحقيقة‭ (‬المؤلمة‭) ‬التي‭ ‬تُجابه‭ ‬فيها‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادة‭ ‬العلمية‭ ‬العليا‭ ‬الأبواب‭ ‬موصدة‭ ‬أمام‭ ‬طموحها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بلدها،‭ ‬والذي‭ ‬ترجمته‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المحافل‭ ‬ممزوجاً‭ ‬بالتفاني‭ ‬البحريني‭ ‬الخالص‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬صوره‭ ‬بمتنوع‭ ‬التخصصات‭.‬

نافلة‭:‬

أبدى‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬تغريدة‭ ‬له‭ ‬استغرابه‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬بحرينيين‭ ‬يحملون‭ ‬درجات‭ ‬علمية‭ ‬مثل‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه‭ ‬والبروفيسور‭ ‬مُجمدّين،‭ ‬وعلّله‭ ‬بغياب‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والأفضلية‭ ‬للوافد‭ ‬والأجنبي‭ ‬رغم‭ ‬أعمار‭ ‬بعضهم‭ ‬التي‭ ‬فاقت‭ (‬70‭) ‬عاماً،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليهم‭ ‬عملية‭ ‬التوظيف‭ ‬والترقيات‭ ‬وفقَ‭ ‬إشاراتٍ‭ ‬من‭ ‬تغريدتيه‭!‬

إنّ‭ ‬الجميع‭ ‬يحدوه‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬إبعاد‭ ‬حجر‭ ‬العثرة‭ ‬أمام‭ ‬شريحة‭ ‬تطمح‭ ‬لردّ‭ ‬النزر‭ ‬من‭ ‬جميل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أفسح‭ ‬لها‭ ‬السبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قطاعٍ‭ ‬حيوي‭ ‬غصّ‭ ‬بالوافدين‭ ‬والأجانب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬البقاع‭.‬