قهوة الصباح

رأيتُ كلَّ زهرةٍ تنامُ عند كتفِ الحسين

| سيد ضياء الموسوي

سلامًا‭ ‬على‭ ‬دمائك‭ ‬في‭ ‬المَحْبرة،‭ ‬وكلُ‭ ‬حرف‭ ‬بلا‭ ‬حبك‭ ‬نعشٌ‭ ‬ومقبرة‭. ‬سلامًا‭ ‬عليك‭ ‬تعزف‭ ‬على‭ ‬الجرح‭ (‬بيانو‭) ‬الخلود‭ ‬،وترسمُ‭ ‬بالقيثارة‭ ‬سمفونيةَ‭ ‬صبر‭ ‬الجدود،‭ ‬حدود‭ ‬حبك‭ ‬بأن‭ ‬ليس‭ ‬فيه‭ ‬حدود،‭ ‬مكابرًا‭ ‬تطحنُ‭ ‬بالسيوف‭ ‬خلاصَ‭ ‬الضمير‭ ‬وترهنُ‭ ‬للنهر‭ ‬بوح‭ ‬النَمير،‭ ‬وتطعمُ‭ ‬شفاه‭ ‬الوجود‭ ‬خيرَ‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬بنيك‭ ‬طعم‭ ‬الهوى‭ ‬المشتهى‭ ‬والسمير،‭ ‬وتذكي‭ ‬بحوافر‭ ‬خيلك‭ ‬جذوة‭ ‬المنتهى‭. ‬سلامًا‭ ‬يعانقُ‭ ‬سلمَ‭ ‬المجد‭ ‬بخطى‭ ‬الرجا‭ ‬والمرتجي،‭ ‬مرتلاً‭ ‬نشيد‭ ‬الخلود‭ ‬على‭ ‬مسامع‭ ‬الدهر‭ ‬قصةَ‭ ‬شِلوٍ‭ ‬يعانقُ‭ ‬سيفًا‭ ‬وكفُك‭ ‬بين‭ ‬احتراق‭ ‬الخيام‭ ....‬كفوفٌ‭ ‬تصافح‭ ‬كفًّا‭. ‬عذرًا‭ ‬أبا‭ ‬الطف،‭ ‬لعينٍ‭ ‬طحنوا‭ ‬حمائمها،‭ ‬واغتالوا‭ ‬نوارسها،‭ ‬واستلبوا‭ ‬الياقوت‭ ‬من‭ ‬عيونها،‭ ‬وصادروا‭ ‬البحر‭ ‬وأحرقوا‭ ‬الموانئ‭ .... ‬لطفلةٍ‭ ‬صغيرة‭ ‬تسمى‭ ‬كربلاء،‭ ‬لطفلة‭ ‬قد‭ ‬سرقوا‭ ‬الخاتم‭ ‬من‭ ‬إصبعها،‭ ‬ومزّقوا‭ ‬الورد‭ ‬الذي‭ ‬ينبت‭ ‬في‭ ‬وِشاحها،‭ ‬وصادروا‭ ‬الشمس‭ ‬التي‭ ‬تطلع‭ ‬من‭ ‬عيونها،‭ ‬وارتهنوا‭ ‬الثوب‭ ‬الذي‭ ‬يلون‭ ‬العرس‭ ‬مع‭ ‬الرياح‭ ... ‬ويرسم‭ ‬الصباح‭ ‬عذرًا‭ ‬لشلو‭ ‬يمزق،‭ ‬ودمٍ‭ ‬يوزع،‭ ‬وطفلةٍ‭ ‬تروع،‭ ‬ويتيمٍ‭ ‬يجوع،‭ ‬ووقف‭ ‬مقطع‭. ‬سلامًا‭ ‬عليك‭ ‬أبا‭ ‬الطف،‭ ‬لخطيئة‭ ‬تستبيح‭ ‬وقفًا،‭ ‬وتخطف‭ ‬السنونو‭ ‬من‭ ‬أصابعهم‭ ‬خطفًا،‭ ‬تصادر‭ ‬الليمون‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتركل‭ ‬الزهر‭ ‬وتزرع‭ ‬السيفا‭. ‬عذرًا‭ ‬أبا‭ ‬الطف،‭ ‬ليد‭ ‬تبعثر‭ ‬خيمك،‭ ‬وأخرى‭ ‬تسرق‭ ‬غيمك،‭ ‬لتذبح‭ ‬شمسك‭ ‬وتطفئ‭ ‬على‭ ‬المسلخ‭ ‬نجمك‭. ‬بتولُك‭ ‬هي‭ ‬الأمُ‭ ‬لنا‭ ‬بتولُ‭ ‬وعليٌ‭ ‬أبونا‭ ‬المطرُ‭ ‬الهطول؛‭ ‬ونحن‭ ‬نردد‭ ‬نشيد‭ ‬الجمال‭: ‬نحبك‭ ‬عليا‭ ‬يظللنا‭ ‬في‭ ‬الشمس‭ ‬رمش‭ ‬البتول‭. ‬تقول‭ ‬لنا‭: ‬أحبوا‭ ‬الحسين‭ ‬وهل‭ ‬غير‭ ‬الحسين‭ ‬في‭ ‬الهوى‭ ‬نقول؟‭ ‬سلامًا‭ ‬عليك،‭ ‬وعلى‭ ‬آل‭ ‬هاشمٍ،‭ ‬وزينبُ‭ ‬تطفئ‭ ‬بالدمع‭ ‬احتراقَ‭ ‬الخيام‭!! ‬هو‭ ‬اليتمُ‭ ‬يسير‭ ‬بركب‭ ‬الوجود‭ ‬مذ‭ ‬أصبحت‭ ‬كربلاء‭ ‬مبرةَ‭ ‬يُتم‭ ‬وعينَ‭ ‬يتامى‭ ‬لا‭ ‬تنام‭: ((‬وحينما‭ ‬استقرَّتِ‭ ‬الرّماحُ‭ ‬في‭ ‬حشاشةِ‭ ‬الحسين

وازينّتِ‭ ‬بجسدِ‭ ‬الحسين

وداستِ‭ ‬الخيولُ‭ ‬كلَّ‭ ‬نقطةٍ‭ ‬في‭ ‬جسدِ‭ ‬الحسين

واستلبتْ‭ ‬وقسَّمتْ‭ ‬ملابسَ‭ ‬الحسين

رأيتُ‭ ‬كلَّ‭ ‬حجرٍ‭ ‬يحنو‭ ‬على‭ ‬الحسين

رأيتُ‭ ‬كلَّ‭ ‬زهرةٍ‭ ‬تنامُ‭ ‬عند‭ ‬كتفِ‭ ‬الحسين

رأيتُ‭ ‬كلَّ‭ ‬نهرٍ‭ ‬يسيرُ‭ ‬في‭ ‬جنازةِ‭ ‬الحسين‭)). ‬ويمشي‭ ‬التاريخُ‭ ‬مبضّعًا‭ ‬يقص‭ ‬ليالي‭ ‬الوجود،‭ ‬وتبقى‭ ‬الجمالَ‭ ‬يغطي‭ ‬الجمالُ‭ ‬لونَ‭ ‬الضمير،‭ ‬وشعلةَ‭ ‬القلب‭ ‬النوار‭. ‬من‭ ‬أنت؟‭ ‬وكيف‭ ‬انبثقت؟‭ ‬وكيف‭ ‬انبعثت؟‭ ‬سنونو‭ ‬يقبّل‭ ‬شفاهَ‭ ‬الأفق‭ ‬البعيد،‭ ‬ونورسُ‭ ‬غربةٍ‭ ‬يلملم‭ ‬موانئ‭ ‬المغتربين‭ ‬الجياع‭. ‬وحيدًا‭ ‬كما‭ ‬القمرُ‭ ‬البعيد،‭ ‬لكنه‭ ‬مضيء،‭ ‬وأجمل‭ ‬نجمٍ‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬البتول‭ ‬لكنه‭ ‬كسير‭. ‬وأحلى‭ ‬فؤاد‭ ‬يقطر‭ ‬عسلَ‭ ‬النقاء‭ ‬لكنه‭ ‬سكيب‭. ‬وأغلى‭ ‬أنيس‭ ‬لعلي‭ ‬لكنه‭ ‬غريب‭. ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬الكبرياء‭ ‬وشبلُك‭ ‬السجاد‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬العزِ‭ ‬مستلقيًا‭ ‬كنمرٍ‭ ‬مريض،‭ ‬يصافح‭ ‬بالعصا‭ ‬كفَ‭ ‬الخلودِ‭ ‬وبالأخرى‭ ‬يكفكفُ‭ ‬دمعَا‭ ‬سخينًا‭. ‬سلام‭ ‬عليك‭ ‬شجرَ‭ ‬المجتنى‭ ‬توزع‭ ‬ثمرَ‭ ‬الإباء‭ ‬للخالدين‭. ‬تسير‭ ‬بركبك‭ ‬بين‭ ‬الذئابِ‭ ‬بوجه‭ ‬لجين‭ ‬فصرت‭ ‬الخلود،‭ ‬وكنت‭ ‬الحسين‭. ‬تلملم‭ ‬وجه‭ ‬كربلاء‭ ‬في‭ ‬سلال‭ ‬من‭ ‬نور،‭ ‬تقطف‭ ‬زهرًا،‭ ‬تنسج‭ ‬عمرًا،‭ ‬تورق‭ ‬صحرا،‭ ‬تشعل‭ ‬بستانًا‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ..‬ترمم‭ ‬حزن‭ ‬الليل‭ ‬تصلي‭ ‬فجرًا‭. ‬وتستوقفك‭ ‬كربلاء‭ ...‬أطفال‭ ‬يسار‭ ‬بهم‭ ‬نحو‭ ‬الركب،‭ ‬غبار‭ ‬يأكل‭ ‬لوحة‭ ‬دامية‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬الرب،‭ ‬خيام‭ ‬تشتعل‭ ‬تستجدي‭ ‬قلب‭ ‬الاحتراقَ‭ ‬حمامة‭ ‬رحمة،‭ ‬تفاوض‭ ‬النار‭ ‬الصمت‭ ‬والتوقف‭.. ‬أجساد‭ ‬موزعة‭ ‬تحمل‭ ‬ابتسامة‭ ‬محمد‭ ‬وضوء‭ ‬علي‭ ‬ونور‭ ‬فاطمة‭. ‬وعلى‭ ‬ملامح‭ ‬الأطفال‭ ‬شبه‭ ‬من‭ ‬محيا‭ ‬فاطمة‭.. ‬شبه‭ ‬في‭ ‬العين،‭ ‬والأنف‭ ‬في‭ ‬إشراق‭ ‬الطلعة،‭ ‬وقسمات‭ ‬الوجع‭ ‬في‭ ‬الجبين،‭ ‬وخطوط‭ ‬ارشيف‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منعطف‭ ‬من‭ ‬شمس‭ ‬الوجه‭ ‬وزمرد‭ ‬المحيا‭....‬تخال‭ ‬محيا‭ ‬علي‭ ‬موزعًا‭ ‬في‭ ‬سلةِ‭ ‬كل‭ ‬وجه‭ ‬ويد‭ ‬واصبع‭ ‬على‭ ‬الرمضاء‭.. ‬يستوقفك‭ ‬أطفالٌ‭ ‬جوعى‭ ‬صغار‭ ‬تلمح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬طفلة‭ ‬ملامح‭ ‬من‭ ‬فاطمة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬يتيمة‭ ‬زهراء‭ ‬صغيرة‭ .. ‬وكأن‭ ‬التاريخ‭ ‬يضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬خده‭ ‬يسكب‭ ‬دمعه‭ ‬متسائلاً‭: ‬أهؤلاء‭ ‬أبناء‭ ‬علي؟‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬خيام‭ ‬تشتعل،‭ ‬ونار‭ ‬تستعر،‭ ‬وضمير‭ ‬ينتحر،‭ ‬تتعثر‭ ‬زينب‭ ‬بين‭ ‬ركام‭ ‬الوجود‭ ‬تتوسل‭ ‬الشمس‭ ‬أن‭ ‬تتدثر‭ ‬في‭ ‬جوف‭ ‬الغياب،‭ ‬وتستعطف‭ ‬الليل‭ ‬البقاء،‭ ‬وأن‭ ‬يتوسد‭ ‬الموتُ‭ ‬القمرَ‭. ‬هناك‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬نهر‭ ‬الفرات‭ ‬كفان‭ ‬مبتورتان‭ ‬متعانقتان‭ ‬كصفصافتين‭ ‬كف‭ ‬العباس‭ ‬وكف‭ ‬الحسين‭ ‬ليعطيا‭ ‬للإنسانية‭ ‬حضارة‭ ‬احتضان‭ ‬قلب‭ ‬الأخ‭ ‬لأخ‭ ‬القلب‭. ‬وبين‭ ‬بين،‭ ‬ترمق‭ ‬علي‭ ‬الاكبر‭ ‬مجدلا‭ ‬عينُ‭ ‬الحسين‭ ‬مرتلاً‭: (‬مكسرة‭ ‬كجفون‭ ‬أبيك‭ ‬هي‭ ‬الكلمات‭..‬

ومقصوصة،‭ ‬كجناح‭ ‬أبيك،‭ ‬هي‭ ‬المفردات

وماذا‭ ‬سأكتب‭ ‬يا‭ ‬بني؟

وموتك‭ ‬ألغى‭ ‬جميع‭ ‬اللغات‭..‬

2

لأي‭ ‬سماء‭ ‬نمد‭ ‬يدينا؟

ولا‭ ‬أحدًا‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬لندن‭ ‬يبكي‭ ‬علينا‭..‬

يهاجمنا‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب‭..‬

ويقطعنا‭ ‬مثل‭ ‬صفصافتين

فأذكر،‭ ‬حين‭ ‬أراك،‭ ‬عليا

وتذكر‭ ‬حين‭ ‬تراني،‭ ‬الحسين

3

أشيلك،‭ ‬يا‭ ‬ولدي،‭ ‬فوق‭ ‬ظهري

كمئذنة‭ ‬كسرت‭ ‬قطعتين‭..‬

وشعرك‭ ‬حقل‭ ‬من‭ ‬القمح‭ ‬تحت‭ ‬المطر‭..‬

ورأسك‭ ‬في‭ ‬راحتي‭ ‬وردة‭ ‬دمشقية‭ .. ‬وبقايا‭ ‬قمر

أواجه‭ ‬موتك‭ ‬وحدي‭..‬

وأجمع‭ ‬كل‭ ‬ثيابك‭ ‬وحدي

وألثم‭ ‬قمصانك‭ ‬العاطرات‭..‬

ورسمك‭ ‬فوق‭ ‬جواز‭ ‬السفر

وأصرخ‭ ‬مثل‭ ‬المجانين‭ ‬وحدي

وكل‭ ‬الوجوه‭ ‬أمامي‭ ‬نحاس

وكل‭ ‬العيون‭ ‬أمامي‭ ‬حجر

فكيف‭ ‬أقاوم‭ ‬سيف‭ ‬الزمان؟

وسيفي‭ ‬انكسر‭). ‬أطفال‭ ‬هامت‭ ‬على‭ ‬وجوهها‭ ‬جائعة‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬وجبة‭ ‬رحمة،‭ ‬وسيوف‭ ‬تطحن‭ ‬تاريخ‭ ‬الحب،‭ ‬ويجيء‭ ‬علي‭ ‬يبكي‭ ‬وجعا‭ ‬منذ‭ ‬الكوفة‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬أهنأ‭ ‬نوما‭. ‬قمر‭ ‬ذبيح‭ ‬على‭ ‬شفتي‭ ‬شط‭ ‬الفرات،‭ ‬ونجوم‭ ‬مبعثرة‭ ‬محشوة‭ ‬بالتراب،‭ ‬والألم‭ ‬أكاليل‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬وجع‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل،‭ ‬ورياح‭ ‬تعلو‭ ‬للسماء‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬كف‭ ‬دعاء،‭ ‬ولبؤة‭ ‬تصرخ‭ ‬من‭ ‬الوجع‭ ‬مزامير‭ ‬حزن‭. ‬يأتي‭ ‬علي‭ ‬وفاطمة‭ ‬يكفكفان‭ ‬دمع‭ ‬زينب،‭ ‬وفي‭ ‬عينيهما‭ ‬فاجعة‭ ‬السؤال‭: ‬حبيبتنا‭ ‬زينب،‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬الحسين؟‭ ‬أجابته،‭ ‬وهي‭ ‬تقص‭ ‬له‭ ‬الرواية‭ ‬الحزينة،‭ ‬وهي‭ ‬تحتضن‭ ‬شمس‭ ‬دمعه‭: ((‬وحينما‭ ‬استقرَّتِ‭ ‬الرّماحُ‭ ‬في‭ ‬حشاشةِ‭ ‬الحسين

وازينّتِ‭ ‬بجسدِ‭ ‬الحسين

وداستِ‭ ‬الخيولُ‭ ‬كلَّ‭ ‬نقطةٍ‭ ‬في‭ ‬جسدِ‭ ‬الحسين

واستلبتْ‭ ‬وقسَّمتْ‭ ‬ملابسَ‭ ‬الحسين

رأيتُ‭ ‬كلَّ‭ ‬حجرٍ‭ ‬يحنو‭ ‬على‭ ‬الحسين

رأيتُ‭ ‬كلَّ‭ ‬زهرةٍ‭ ‬تنامُ‭ ‬عند‭ ‬كتفِ‭ ‬الحسين

رأيتُ‭ ‬كلَّ‭ ‬نهرٍ‭ ‬يسيرُ‭ ‬في‭ ‬جنازةِ‭ ‬الحسين‭)). ‬وننشد‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬رن‭ ‬كنغمتين‭: ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحسين،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحسين‭... ‬حضارة‭ ‬تشرق‭ ‬من‭ ‬حضارتين،‭ ‬وموطن‭ ‬وليس‭ ‬موطنيْن،‭ ‬ووحدة‭ ‬واحدة‭ ‬وليس‭ ‬وحدتين،‭ ‬وأمة‭ ‬وليس‭ ‬أمتيْن،‭ ‬وجعفر‭ ‬يرسم‭ ‬وجه‭ ‬خالدٍ

ٍ‭ ‬وخالد‭ ‬ينقش‭ ‬وجه‭ ‬جعفريْن‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحسين‭ ...‬لا‭ ‬سنة‭ ‬لا‭ ‬شيعة،‭ ‬بل‭ ‬وطن‭ ‬يكبر‭ ‬مرتين‭. ‬شعب‭ ‬موالٍ‭ ‬واحدٌ‭ ‬ووجهُ‭ ‬شمسٍ‭ ‬ملكٍ‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬هذي‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ .. ‬سلامًا‭ ‬عليك‭ ‬أبا‭ ‬الطف،‭ ‬ونحن‭ ‬نرسم‭ ‬قيمك‭ ‬حضارةَ‭ ‬حرف‭ ‬وإصلاحَ‭ ‬وقف‭ ‬وعينَ‭ ‬عدالةٍ‭ ‬ترف‭ ‬برف‭ ‬نسير‭ ‬إلى‭ ‬شمسك‭ ‬بنغم‭ ‬العروج‭ ‬صفًّا‭ ‬بصف‭ ‬وكفًّا‭ ‬بكف‭ ‬فأنت‭ ‬أبونا‭ ‬وأمُنا‭ ‬الطف‭: ‬من‭ ‬رآها‭ ‬بكى‭ ‬ومــــن‭ ‬لم‭ ‬يزرها‭ *** ‬حملَ‭ ‬الـريـحَ‭ ‬قلبُه‭ ‬تذكارًا‭.‬