بحرنة الوظائف... قصور أم تقصير؟

| عباس العمران

عاود‭ ‬خمسة‭ ‬وعشرون‭ ‬نائبا‭ ‬الكَرّة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬التوصيات‭ ‬النهائية‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬تقرير‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف،‭ ‬وأصدروا‭ ‬بياناً‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬الموافق‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الحالي،‭ ‬مطالبين‭ ‬فيه‭ ‬الحكومة‭ ‬بسرعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬توصيات‭ ‬اللجنة‭ ‬البرلمانية‭ ‬للبحرنة،‭ ‬والتي‭ ‬أقرها‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬وقد‭ ‬برر‭ ‬النواب‭ ‬مقدمو‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬العالم‭ ‬ملائم‭ ‬للغاية‭ ‬“لتصحيح‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬البحريني‭ ‬بقطاعيه‭ ‬العام‭ ‬والخاص”‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬بيانهم‭.‬

ست‭ ‬وثلاثون‭ ‬توصية‭ ‬ثمرة‭ ‬تقرير‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف،‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لإنجازه‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬السنة،‭ ‬حيث‭ ‬كثفت‭ ‬اللجنة‭ ‬زياراتها‭ ‬الميدانية‭ ‬لجميع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية؛‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وجمعت‭ ‬من‭ ‬وثائقها‭ ‬جداول‭ ‬وبيانات‭ ‬وأرقاماً‭ ‬وحقائق،‭ ‬وقامت‭ ‬بتلخيصها‭ ‬ونشرها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬قارب‭ ‬خمسمئة‭ ‬صفحة‭. ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬الشخصي،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬المفصل‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بجهود‭ ‬نيابية‭ ‬مشكورة‭ ‬ينبغي‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بجدية‭ ‬بالغة،‭ ‬ويمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬وثيقة‭ ‬مهمة‭ ‬مؤسَّسة‭ ‬لرسم‭ ‬سياسات‭ ‬ضرورية‭ ‬ومؤثرة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬البحريني‭.‬

وفي‭ ‬حديث‭ ‬لي‭ ‬مع‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬ومستثمر‭ ‬يمتلك‭ ‬مكتبا‭ ‬للاستشارات‭ ‬الإدارية،‭ ‬بادرته‭ ‬بسؤال‭: ‬كم‭ ‬في‭ ‬تقديرك‭ - ‬بحكم‭ ‬الخبرة‭- ‬ستكون‭ ‬تكلفة‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬لو‭ ‬أوكل‭ ‬إعداده‭ ‬لمكتب‭ ‬استشاري‭ ‬خاص؟‭ ‬أجابني‭ ‬برقم‭ ‬أتحفظ‭ ‬على‭ ‬ذكره‭. ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬تقرير‭ ‬مميز‭ ‬شامل،‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬توصيات‭ ‬جاهزة‭ ‬للتطبيق،‭ ‬فلماذا‭ ‬التخوف‭ ‬والإحجام‭ ‬عن‭ ‬تنفيذها‭ ‬أو‭ ‬مناقشتها؟‭ ‬لماذا‭ ‬الوسوسة‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬طالما‭ ‬يتضمن‭ ‬أرقاما‭ ‬حقيقية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬حاجتنا‭ ‬الفعلية‭ ‬لوضع‭ ‬جدول‭ ‬زمني‭ ‬لبحرنة‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية‭ ‬بكل‭ ‬مستوياتها؟

 

وسؤال‭ ‬آخر‭ ‬كثير‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬عقلي‭ ‬متشبث‭ ‬فيه‭ ‬بقوة‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بهذه‭ ‬التوصيات؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف؟‭ ‬أم‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬تنفيذه؟‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬ستجيب‭ ‬عنه‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭.‬