ومضة قلم

يوم الطبيب البحريني

| محمد المحفوظ

مبادرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬للطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬تعكس‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬والرسالة‭ ‬التي‭ ‬ينهض‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان،‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬ليست‭ ‬وظيفة‭ ‬كسائر‭ ‬المهن‭ ‬لكنها‭ ‬من‭ ‬أنبلها‭ ‬وأقدسها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تصور‭ ‬السعادة‭ ‬التي‭ ‬تغمر‭ ‬الطبيب‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬النجاح‭ ‬ثمرة‭ ‬جهده‭ ‬وتماثل‭ ‬المريض‭ ‬للشفاء،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬فإنّ‭ ‬كل‭ ‬عبارات‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لا‭ ‬تفيهم‭ ‬حقهم‭ ‬نظير‭ ‬جهودهم‭ ‬وتفانيهم‭ ‬للبشرية‭. ‬

لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إنّ‭ ‬يوم‭ ‬الطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬أربعاء‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬وتخصيص‭ ‬جائزة‭ ‬باسم‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لتكريم‭ ‬الأطباء‭ ‬المتميزين‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬دافعا‭ ‬للكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬النظري‭ ‬والعمليّ،‭ ‬وغنيّ‭ ‬عن‭ ‬الذكر‭ ‬أنّ‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬الطبية‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها‭. ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬الذهن‭ ‬أنّ‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬مهنة‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬ولعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬يتذكرون‭ ‬بالإكبار‭ ‬والفخر‭ ‬أطباء‭ ‬يتمتعون‭ ‬بالحس‭ ‬الإنساني‭ ‬تفانوا‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬رسالتهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬الحدود‭. ‬

ولا‭ ‬يفوتني‭ ‬أن‭ ‬أشيد‭ ‬بما‭ ‬اتصفت‭ ‬به‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬حس‭ ‬إنساني‭ ‬كبير‭ ‬وروح‭ ‬طيبة‭ ‬تسامت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الغايات‭ ‬الصغيرة،‭ ‬فلم‭ ‬تكن‭ ‬الأهداف‭ ‬المادية‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬والمواقف‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬الحصر،‭ ‬وتنازل‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطباء‭ ‬عن‭ ‬الرسوم‭ ‬وأجرة‭ ‬الكشف‭ ‬بل‭ ‬العلاج‭ ‬المجاني‭ ‬كاملا‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤكدة‭ ‬لمسها‭ ‬البعض‭ ‬منا‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬أو‭ ‬استمع‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أسلفنا‭ ‬فإنّ‭ ‬هذا‭ ‬النفر‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬لا‭ ‬تفارقهم‭ ‬الابتسامة‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬إدراكا‭ ‬بأنّ‭ ‬مهنة‭ ‬الطبيب‭ ‬إنسانية‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭.‬

 

إنّ‭ ‬قصة‭ ‬الطبيبين‭ ‬البحرينيين‭ ‬اللذين‭ ‬يقيمان‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬ويعملان‭ ‬في‭ ‬مستشفياتها‭ ‬واللذين‭ ‬أصرّا‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬بعد‭ ‬شفائهما‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬تقدم‭ ‬الدليل‭ ‬الساطع‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التضحيات‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬الطبيب‭ ‬والإنسان‭ ‬البحرينيّ‭.. ‬وهناك‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬نماذج‭ ‬مضيئة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الطب،‭ ‬وهم‭ ‬موضع‭ ‬فخرنا‭ ‬وإعجابنا‭.‬