لقطة

الأندية البحرينية.. إما شركات أو “كشكات”!

| أحمد كريم

قبل‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬سنة،‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬كواليس‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية،‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬بناء‭ ‬المنشآت‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬وصالات‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬متأخرة‭ ‬لمجاراة‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

‭ ‬اليوم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬منشآت‭ ‬وصالات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬المنافسات‭ ‬المحلية‭ ‬بطريقة‭ ‬مريحة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استضافة‭ ‬البطولات‭ ‬والأحداث‭ ‬الخارجية،‭ ‬بدأنا‭ ‬نسمع‭ ‬أحاديث‭ ‬جدية‭ ‬للانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الاحتراف‭ ‬الرياضي‭ ‬وصناعة‭ ‬الرياضة‭!‬

‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬الطموح‭ ‬الذي‭ ‬طرحه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أثناء‭ ‬ترؤسه‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬حديث‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬تحويل‭ ‬الأندية‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية،‭ ‬وهو‭ ‬مشروع‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬الحديث‭ ‬بجدية‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬الرياضية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬الإدارة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬الأندية،‭ ‬حيث‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬تراكم‭ ‬الديون‭ ‬والعجوزات‭ ‬في‭ ‬الميزانية،‭ ‬ما‭ ‬يفضي‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬إلى‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬النمو‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالعمل‭ ‬الاحترافي‭ ‬داخل‭ ‬الأندية‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬حديث‭ ‬جمعني‭ ‬مع‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬أكد‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الإداري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬فالمواهب‭ ‬موجودة،‭ ‬والكوادر‭ ‬الفنية‭ ‬متوافرة،‭ ‬والملاعب‭ ‬والصالات‭ ‬جاهزة،‭ ‬لكن‭ ‬الأندية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬إدارة‭ ‬شؤونها‭ ‬المالية،‭ ‬وكونها‭ ‬أساس‭ ‬الرياضة‭ ‬ومنبع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬فإن‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬ما‭ ‬تتطلع‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

‭ ‬وهناك‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نغفله‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأندية،‭ ‬وهو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أندية‭ ‬بحرينية‭ ‬متجاوزة‭ ‬لمعايير‭ ‬الاتحاد‭ ‬الآسيوي‭ ‬بدرجة‭ ‬كاملة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يجعلها‭ ‬متخلفة‭ ‬عن‭ ‬أقرانها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فحتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬دوري‭ ‬محترفين‭!‬

‭ ‬إن‭ ‬الرياضة،‭ ‬وكما‭ ‬اتضح‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬عصبها‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬الجانب‭ ‬المالي،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬نشاطها‭ ‬يعتمد‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬مداخيل‭ ‬نقدية‭ ‬مقابل‭ ‬النقل‭ ‬التلفزيوني‭ ‬وبيع‭ ‬التذاكر،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬شاهدنا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الأندية‭ ‬الأوروبية‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها‭ ‬جراء‭ ‬نزيفها‭ ‬المالي‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬النشاط‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬المدمرة‭.‬

‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬المال‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬الدنيا،‭ ‬لكنه‭ ‬وقود‭ ‬يحرك‭ ‬الحياة،‭ ‬وفي‭ ‬الرياضة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬المكاسب‭ ‬المالية‭ ‬توازي‭ ‬المصروفات‭ ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬الاستثمار‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬والمطلب‭ ‬الملح،‭ ‬وعلى‭ ‬الأندية‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬المال‭ ‬والأعمال،‭ ‬لأن‭ ‬بقاءها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحال‭ ‬يعني‭ ‬تجمدها‭ ‬عن‭ ‬التطور،‭ ‬فلا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشروع‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية‭ ‬اختياريا‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭!‬