ضمير سمو الرئيس ودور مؤسسات المجتمع المدني

| كاظم السعيد

’’‭ ‬كان‭ ‬تناسي‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وازدراؤها‭ ‬قد‭ ‬أفضيا‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬همجية‭ ‬آذت‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني،‭ ‬وكان‭ ‬غاية‭ ‬ما‭ ‬يرنو‭ ‬إليه‭ ‬عامة‭ ‬البشر‭ ‬انبثاق‭ ‬عالم‭ ‬يتمتع‭ ‬فيه‭ ‬الفرد‭ ‬بحرية‭ ‬القول‭ ‬والعقيدة‭ ‬ويتحرر‭ ‬من‭ ‬الفزع‭ ‬والفاق‘‘‭. ‬بهذه‭ ‬المقدمة‭ ‬كان‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والذي‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬مواده‭ ‬“يولد‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬أحرارا‭ ‬ومتساوين‭ ‬في‭ ‬الكرامة‭ ‬والحقوق‭. ‬وهم‭ ‬قد‭ ‬وهبوا‭ ‬العقل‭ ‬والوجدان‭ ‬وعليهم‭ ‬أن‭ ‬يعاملوا‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضا‭ ‬بروح‭ ‬الإخاء،هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬النبيل‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وزرع‭ ‬بذور‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬بمختلف‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬دون‭ ‬التفريق‭ ‬بينهم‭ ‬بسب‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬الدين‭. ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬التفاعل‭ ‬والتمازج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تعزيزا‭ ‬لمبادئ‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬والتي‭ ‬تسمو‭ ‬بالإنسان‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬ويلات‭ ‬الحروب‭ ‬والاضطهاد‭ ‬العرقي‭ ‬والطائفي‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬أسبابها‭ ‬وحلها‭ ‬بالحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬وخلق‭ ‬الضمانات‭ ‬لأجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مجتمعات‭ ‬راقية‭ ‬ومتحضرة‭.‬

وتعزيزا‭ ‬لدور‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬السعي‭ ‬لبناء‭ ‬ثقافة‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬وتعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬وفقا‭ ‬لثقافة‭ ‬الشعوب‭ ‬المختلفة‭ ‬وبما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬أعرافها‭ ‬وظروفها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إتاحة‭ ‬التعليم‭ ‬وتضمين‭ ‬أطره‭ ‬المنهجية‭ ‬لهذه‭ ‬الثقافة‭ ‬وزيادة‭ ‬النشاط‭ ‬التوعي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬جاءت‭ ‬مبادرة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬باعتماد‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للضمير،‭ ‬مناسبة‭ ‬لإلهام‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأبعاد‭ ‬فكرية‭ ‬وأخلاقية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬كقيم‭ ‬نبيلة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجدت،‭ ‬فستنعم‭ ‬جميع‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬بالرفاه‭ ‬والرخاء‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬أمنية‭ ‬مستقرة‭. ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬احتفى‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل؛‭ ‬تحقيقا‭ ‬لمبادرة‭ ‬سموه‭ ‬الكريمة،‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬الفكر‭ ‬السامي‭ ‬والحضاري‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياته‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومناسبة‭ ‬لإلهام‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأجمعها‭ ‬وبمختلف‭ ‬فئاتها‭ ‬بأبعاد‭ ‬فكرية‭ ‬وأخلاقية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬كقيم‭ ‬نبيلة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجدت،‭ ‬فستنعم‭ ‬جميع‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬بالرفاه‭ ‬والرخاء‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬أمنية‭ ‬مستقرة‭ ‬ومستدامة‭.  ‬

لقد‭ ‬أدرك‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬شماله‭ ‬الي‭ ‬جنوبه‭ ‬ومن‭ ‬شرقه‭ ‬الي‭ ‬غربه‭.‬

أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭  ‬وقيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬وشعبها‭ ‬المعطاء‭ ‬رغم‭ ‬محدودية‭ ‬مساحتها‭ ‬ومواردها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تمتلك‭ ‬عطاءً‭ ‬إنسانيا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وإرث‭ ‬حضاري‭ ‬متميزا‭ ‬يدعو‭ ‬دائما‭ ‬الي‭ ‬الوئام‭ ‬والتضامن‭ ‬والتعايش‭ ‬كأساس‭ ‬لإعمار‭ ‬الأرض‭ ‬وتطورها‭. ‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاقليمي‭ ‬والمحلي‭ ‬كان‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بصمات‭ ‬رائعة‭ ‬في‭ ‬احتضانه‭ ‬وتشجيعه‭ ‬الدائم‭ ‬لمنظمات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬لتعزيز‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ،‭ ‬والتى‭ ‬ترسخت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬التى‭ ‬أهتم‭ ‬سموه‭ ‬برعايته‭ ‬الشخصية‭ ‬لها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬بالمناسبات‭ ‬التى‭ ‬تعزز‭ ‬الارث‭ ‬الحضاري‭ ‬والتاريخي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الاقليم‭ ‬الخليجي‭ ‬،‭ ‬ولابد‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬الاشارة‭ ‬الى‭ ‬دور‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مسألة‭ ‬الضمير‭ ‬الانساني‭ ‬بانشطة‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للمعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحفيز‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬باهمية‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاهلية‭ ‬دورا‭ ‬اساسيا‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المسؤولية‭ ‬التضامنية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاهداف‭  ‬المنوطة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ارساء‭ ‬قواعد‭ ‬التوعية‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الثقافة‭ ‬الحضارية‭ ‬وابراز‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬الانساني‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات،‭ ‬والاضاءة‭ ‬الدائمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الثقافي‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬وابعاده‭ ‬الانسانية‭ ‬قيادة‭ ‬شعب‭ ‬ومقيمين‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬سعت‭  ‬دائما‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للمعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬على‭ ‬تضمين‭ ‬برامجها‭ ‬الانشطة‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬وابراز‭ ‬المبادئ‭ ‬الاساسية‭ ‬للمبادرة‭ ‬السامية‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفه‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ستكون‭ ‬جاذبة‭ ‬للاحترام‭ ‬الدولي‭ ‬لبيئة‭ ‬العمل‭ ‬والنشاط‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وستسهم‭ ‬ايجابيا‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬التنوع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتوفير‭ ‬البيئة‭ ‬العمالية‭ ‬الصالحة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬انساني‭ ‬يحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬التى‭ ‬حققتها‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬التى‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬مراكز‭ ‬اقليمية‭ ‬لنشاطاتها‭. ‬

ولقد‭ ‬كان‭ ‬جليا‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬المسئولين‭ ‬الدوليين‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭ ‬الدرجة‭ ‬العالية‭ ‬التى‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭  ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬،‭ ‬وتقديراً‭ ‬لجهودها‭ ‬وإسهاماتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬الجماعي‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬والأمن‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬نجحت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أمام‭ ‬مسئولياته‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬موضوع‭ ‬“الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي”‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬مطلباً‭ ‬ملحاً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬“كوفيد‭ ‬19”‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬عكست‭ ‬دعوة‭ ‬سموه‭ ‬الكريمة‭ ‬مبادرة‭ ‬متقدمة‭ ‬للإسهام‭ ‬بمساندة‭ ‬جهود‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬تداعياتها‭ ‬وخطورتها‭ ‬حدود‭ ‬‮ ‬الدول‭.‬