الصحة النفسية خلال جائحة كورونا

| مريم أبودريس

صرحت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬منتصف‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬بأنها‭ ‬رصدت‭ ‬انتشارًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لأمراض‭ ‬الاضطراب‭ ‬العقلي‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬خصوصا‭ ‬بين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والأطفال‭.‬

وبحسب‭ ‬إيجاز‭ ‬المنظمة‭ ‬فإنه‭ ‬خلال‭ ‬تفشي‭ ‬الجائحة،‭ ‬أبلغ‭ ‬47‭ % ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي،‭ ‬كما‭ ‬أبلغ‭ ‬50‭ % ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬عن‭ ‬إصابتهم‭ ‬بالاكتئاب‭.‬

وفي‭ ‬إيطاليا‭ ‬وأسبانيا،‭ ‬أكد‭ ‬الآباء‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬العزل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وجد‭ ‬77‭ % ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التركيز،‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬39‭ % ‬بالقلق‭ ‬والاضطراب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬38‭ % ‬منهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬العصبية،‭ ‬بينما‭ ‬يعاني‭ ‬31‭ % ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬الوحدة‭.‬

إن‭ ‬العزل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬فرضته‭ ‬الجائحة‭ ‬أوجد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الانطوائية‭ ‬الإلزامية‭ ‬للأفراد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تفشي‭ ‬مخاوف‭ ‬الإصابة‭ ‬والعدوى‭ ‬زاد‭ ‬حدة‭ ‬الاضطرابات‭ ‬لدى‭ ‬الأشخاص‭ ‬السليمين‭ ‬وجعل‭ ‬أوضاع‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬نفسية‭ ‬سابقة‭ ‬للجائحة‭ ‬تزداد‭ ‬سوءاً،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الرعب‭ ‬الذي‭ ‬يعيشيه‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬يضاعفه‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬مصدر‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭. ‬

أصبح‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬الفرق‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬إلى‭ ‬جهودها‭ ‬الساعية‭ ‬لاحتواء‭ ‬الفيروس‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬المناسبة‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬الضرر‭ ‬النفسي‭ ‬المترتب‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الآنية،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬المعنية‭ ‬بالصحة‭ ‬النفسية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬التأمل‭ ‬واليوغا،‭ ‬وجعلها‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭ ‬مع‭ ‬تحفيز‭ ‬الناس‭ ‬للرجوع‭ ‬للمادة‭ ‬الإعلامية‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬واتباع‭ ‬التعليمات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدة‭ ‬النفسية‭. ‬

لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الأمر‭ ‬جاداً‭ ‬بمرور‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬اعتزال‭ ‬الحياة‭ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نعول‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬استجابة‭ ‬الجميع‭ ‬لضغط‭ ‬كهذا‭ ‬ستكون‭ ‬مماثلة‭ ‬أو‭ ‬آمنة،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬الآن‭ ‬وأخذ‭ ‬الرفاهية‭ ‬العاطفية‭ ‬للأشخاص‭ ‬كإحدى‭ ‬المسؤوليات‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الحكومات‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬