زبدة القول

لهذا أفتخر ببلدي

| د. بثينة خليفة قاسم

المحنة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬وفي‭ ‬تاريخ‭ ‬الدول‭ ‬المحك‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يبين‭ ‬معدن‭ ‬الرجال‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المحن،‭ ‬وعندما‭ ‬تتعرض‭ ‬الدولة‭ ‬لكارثة‭ ‬أو‭ ‬خطر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬يتضح‭ ‬المكون‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والقيمي‭ ‬والإنساني‭ ‬لهذه‭ ‬الدولة‭.‬

وعندما‭ ‬جاء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬اهتزت‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬بشدة‭ ‬وتراجعت‭ ‬داخل‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬بلدي‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مختلفا‭ ‬تماما‭ ‬لدرجة‭ ‬أنني‭ ‬فكرت‭ ‬مرارا‭ ‬أن‭ ‬أوثق‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬لأفتخر‭ ‬بأداء‭ ‬المسؤولين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬سعادتي‭ ‬بالغة‭ ‬عندما‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فريقا‭ ‬قام‭ ‬بتوثيق‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬أراها‭ ‬ملحمة‭ ‬من‭ ‬ملاحم‭ ‬الكفاح‭ ‬البحريني‭ ‬خلال‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭.‬

علمت‭ ‬أن‭ ‬جمعية‭ ‬المرصد‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬قامت‭ ‬بتوثيق‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬أدارها‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وجعلت‭ ‬البحرين‭ ‬محل‭ ‬احترام‭ ‬الجميع‭.‬

إننا‭ ‬نملك‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬محنة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬فنحن‭ ‬نملك‭ ‬الإنسانية‭ ‬ونملك‭ ‬منظومة‭ ‬قيم‭ ‬رسخها‭ ‬في‭ ‬نفوسنا‭ ‬وعقولنا‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد،‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬جعلتنا‭ ‬محل‭ ‬احترام‭ ‬العالم‭ ‬وجعلتنا‭ ‬لا‭ ‬نفرق‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬ووافد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬النازلة‭ ‬الكبرى‭.‬

وبجانب‭ ‬الفلسفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬هناك‭ ‬عقيدة‭ ‬السبق‭ ‬واحترام‭ ‬الإنسان‭ ‬وتكريمه،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحمائية‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تقديسها‭ ‬الإنسان‭ ‬وكرامته‭ ‬وحياته‭.‬

لا‭ ‬تتسع‭ ‬زاويتي‭ ‬هنا‭ ‬لأسرد‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخطة‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬وشاركت‭ ‬فيها‭ ‬بإخلاص‭ ‬وإبداع‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الصحية‭ ‬والأمنية‭ ‬والإعلامية‭ ‬والثقافية‭ ‬والأهلية‭ ‬باقتدار،‭ ‬لكن‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أشد‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬فريق‭ ‬جمعية‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬الذين‭ ‬أعدوا‭ ‬تقريرهم‭ ‬الموثق‭ ‬العلمي‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬لأنها‭ ‬بالفعل‭ ‬تجربة‭ ‬تستحق‭ ‬التوثيق‭ ‬وتستحق‭ ‬أن‭ ‬يقرأها‭ ‬أبناؤنا‭ ‬ويقرأها‭ ‬العالم‭.‬