سوالف

العقوبات البديلة وواجب البناء والتعمير

| أسامة الماجد

تتبع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬فلسفة‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬ومنهجا‭ ‬لإعادة‭ ‬دمج‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬ومثلت‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬أمر‭ ‬بها‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سجل‭ ‬البحرين‭ ‬الناصع‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬2699‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬وصغار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬عاما،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2018‭.‬

إن‭ ‬إيجابيات‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬واسعة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬وأهمها‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وفتح‭ ‬صفحة‭ ‬بيضاء‭ ‬للعودة‭ ‬والاندماج‭ ‬والإصلاح‭ ‬وإعطاء‭ ‬الفرصة‭ ‬للتغير،‭ ‬ولها‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب،‭ ‬وقد‭ ‬أشاد‭ ‬الجميع‭ ‬بالتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬بالتوسع‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وإتاحة‭ ‬فرص‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل،‭ ‬وهذا‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬اللامحدود‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للمحكومين‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهم‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬التسهيلات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والمعيشي،‭ ‬وإتاحة‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وبرامج‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬ورفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬والأرقام‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وبرامجه‭ ‬المطروحة‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والمساهمة‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭.‬

إننا‭ ‬أمام‭ ‬نص‭ ‬كامل‭ ‬لتميز‭ ‬بحريني‭ ‬ومشروع‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬وعمل‭ ‬محكم‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬القيادة‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬التي‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬والأسس‭ ‬الثابتة‭ ‬من‭ ‬الود‭ ‬والتعاضد،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمراقبة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيصل‭ ‬فولاذ‭ ‬“إن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة”‭.‬

كل‭ ‬من‭ ‬استفاد‭ ‬ومن‭ ‬سيستفيد‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬سيتحمل‭ ‬أعباء‭ ‬المسؤولية‭ ‬والقيام‭ ‬بواجب‭ ‬البناء‭ ‬والتعمير‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬الزاهر،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬