فجر جديد

العقوبات البديلة و“صدق النوايا”

| إبراهيم النهام

في‭ ‬العام‭ ‬1999‭ ‬كان‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬مشروع‭ ‬إصلاحي‭ ‬ناهض‭ ‬وطموح،‭ ‬يعبر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خلجاته‭ ‬عن‭ ‬طموح‭ ‬ملك‭ ‬وإرادة‭ ‬شعب‭ ‬نحو‭ ‬حياة‭ ‬عصرية‭ ‬زاهية‭ ‬وجديدة،‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬الدولة‭ ‬واهتماماتها،‭ ‬ورعايتها‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬المتغيرات‭ ‬الأخاذة‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬حياة‭ ‬الناس،‭ ‬بكل‭ ‬يومياتهم‭ ‬ويوميات‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وانعكست‭ ‬بوضوح‭ ‬وأثر‭ ‬في‭ ‬رغد‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬بشتى‭ ‬حقولها‭ ‬وتدرجاتها،‭ ‬كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬مرسوم‭ ‬جلالته‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬والتي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬صدق‭ ‬النوايا‭ ‬لبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متلاحم‭ ‬ومتراحم،‭ ‬ساسه‭ ‬الأول‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬الموصدة،‭ ‬ومنح‭ ‬الفرصة‭ ‬للفرد‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬أصيلا‭ ‬منه،‭ ‬وإن‭ ‬أخطأ‭ ‬أو‭ ‬أجرم‭.‬

وأحكام‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وببساطة‭ ‬هي‭ ‬إسقاط‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬وعقوبات‭ ‬الغرامة،‭ ‬مراعاة‭ ‬لظروف‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬الشخصية‭ ‬والأسرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬واستبدالها‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توفرت‭ ‬الشروط‭ ‬والضوابط‭ ‬القانونية‭ ‬بعقوبات‭ ‬بديلة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬عبر‭ ‬الالتحاق‭ ‬ببرامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬المخصصة‭ ‬لذلك‭.‬

هذا‭ ‬النتاج‭ ‬العصري‭ ‬الرائع‭ ‬والذي‭ ‬تبنته‭ ‬المملكة‭ ‬وتقدمت‭ ‬ونجحت‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬مختلفة،‭ ‬أخذ‭ ‬اخيرا‭ ‬مسارا‭ ‬جديدا‭ ‬أكثر‭ ‬توسعا،‭ ‬لتطال‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المحكومين،‭ ‬دون‭ ‬الاخلال‭ ‬بحقوق‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬والمتضررين‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭.‬

ما‭ ‬يحدث‭ ‬ببساطة،‭ ‬هو‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬صدق‭ ‬نوايا‭ ‬الدولة،‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬المحكوم‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬فردا‭ ‬فاعلا‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬يقضي‭ ‬يوميات‭ ‬حياته‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭ ‬وذويه‭ ‬وأصدقائه،‭ ‬وهو‭ ‬يؤدي‭ ‬محكوميته‭ ‬برؤية‭ ‬جديدة‭ ‬تخدم‭ ‬البلد،‭ ‬مستذكرا‭ ‬بذات‭ ‬الوقت‭ ‬الأخطاء‭ ‬الماضية‭ ‬وواجبات‭ ‬المستقبل‭ ‬وأولوياتها،‭ ‬فشكرا‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬وشكرا‭ ‬لمن‭ ‬يسطر‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬هذه‭ ‬بعمل‭ ‬مخلص‭ ‬ووفي‭.‬