المكانة الأممية للقائد
| أحمد جمعة
كثيرة هي المناسبات العالمية التي زخرت بها مواقف سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه، لتذكرنا بأن الزعامة الحكيمة لكل قائد لا تتشكل إلا من خلال البعدين المحلي والعالمي، وقد عرف العالم خلال العصر الحديث قيادات أممية استطاعت أن تتبوأ مكانة عالمية عندما ربطت بلادها بالعالم وجعلت مصير العالم جزءا من اهتمامها، وهذا ما بلغه سمو رئيس وزرائنا وفقه الله عندما جعل رؤيته الثاقبة للعالم منطلقاً لاهتمامه بالقضايا الأممية المتعلقة بالسلام والتنمية المستدامة، وقد أخذ سموه على عاتقه التركيز على هذه القضايا المصيرية التي تعزز عمق العلاقات الدولية في زمن التحديات والصعاب المختلفة على كل الأصعدة.
لقد جاء إقرار فريق العمل التحضيري للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) باليوم الدولي للضمير، باعتباره وسيلة لحشد جهود المجتمع الدولي لتدعيم وتعزيز السلام والاندماج والتضامن والتفاهم من أجل بناء عالم مستدام، هذا الإنجاز الذي يضاف إلى إنجازات سموه ليعكس ما يحظى به من مكانة وتقدير عالميين تمثلا من قبل في احتفال العالم بيوم الضمير العالمي وهو اليوم الذي شكل انطلاقة وعلامة مضيئة ورمزا دوليا للسلم والتسامح، وتعزيز التضامن والتعاون ودعم جهود التنمية المسـتدامة في عالم خال من الأوبئة والحروب والصراعات، وتأتي مثل هذه المناسبة وما أحوجنا إلى المواقف الإنسانية والحضارية، حيث تشهد الكرة الأرضية لأول مرة في تاريخها المعاصر تحديا عالميا حقيقيا تمثل في هذا الوباء الذي اجتاح العالم، كما لو كان حربًا على الكون والبشرية، في هذا الوقت بالذات، تتجسد مبادرة سمو رئيس الوزراء فيما يتعلق باليوم العالمي للضمير، وهو احتفال له مغزى أممي وإنساني وحضاري، من شأنه أن يعزز علاقات شعوب الأرض بعضها بعضًا بدل الاقتتال والصراعات، لتجتمع هذه الشعوب على مختلف توجهاتها للتصدي للتحديات الكبيرة.
إن اعتماد منظمة الأمم المتحدة، هذا اليوم التاريخي، يمثل استجابة لمبادرة سموه بهدف تحفيز المجتمع الدولي لحل النزاعات بطريقة سلمية وإشاعة المحبة والتسامح، تأتي هذا المناسبة في وقت يشهد فيه العالم محنة عالمية تكاتفت فيها الأمم والشعوب في واحدة من أهم المواقف الدولية التي شهدها العالم، توحدت كل هذه الأمم لمواجهة شر الوباء. من هنا يأتي القادة الأمميون، من مواقف إنسانية وحضارية جسدها خليفة بن سلمان.
تنويرة:
الشمس لا تحجبها الغيوم بل تجملها، كذلك الحقيقة.