مبادرة “صنع في البحرين”

| رائد البصري

تتقدم‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقدم‭ ‬اقتصادها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬كالاعتماد‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬وتحسين‭ ‬ميزانيتها‭ ‬التجارية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالتنويع‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬دخلها‭ ‬وزيادة‭ ‬صادراتها‭ ‬وتخفيض‭ ‬وارداتها‭ ‬وتحسين‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬وتحقيق‭ ‬النمو‭.‬

إن‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعدة‭ ‬مشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬منها‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬صادرات‭ ‬البحرين‭ ‬ودعم‭ ‬صندوق‭ ‬السيولة‭ ‬المقدر‭ ‬بـ‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أكبر‭ ‬حافز‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬المتعثرة‭.‬

فالبحرين‭ ‬تخطو‭ ‬خطوات‭ ‬جريئة‭ ‬نحو‭ ‬تصدير‭ ‬المنتجات‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬مبادرة‭ ‬“صنع‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬مجلس‭ ‬تنمية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬التنافسية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬والشركات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المصنع‭ ‬البحريني‭ ‬لإنتاج‭ ‬سلع‭ ‬وخدمات‭ ‬وطنية‭ ‬بتمويل‭ ‬من‭ ‬“تمكين”،‭ ‬إذ‭ ‬تتعلق‭ ‬المبادرة‭ ‬بتمكين‭ ‬المصانع‭ ‬البحرينية‭ ‬لكي‭ ‬تطرح‭ ‬منتجاتها‭ ‬الغذائية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسجيل‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ (‬صنع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭) ‬في‭ ‬قسم‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تتضمن‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬لعرض‭ ‬المنتجات‭ ‬بعد‭ ‬فحصها‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬الاشتراطات‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬الحاضنة‭ ‬للمنتج‭ ‬قبل‭ ‬تصديره‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ (‬أسواق‭ ‬الحلي‭ ‬–‭ ‬ميدوي‭- ‬الجزيرة‭ - ‬ولولو‭ ‬هايبر‭ ‬ماركت‭) ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسويق‭ ‬المنتج‭ ‬الوطني‭ ‬ليتعرف‭ ‬عليها‭ ‬المستهلك‭ ‬المحلي‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‭. ‬وقبل‭ ‬التصدير‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬ترتقي‭ ‬المملكة‭ ‬بقطاعات‭ ‬التصنيع‭ ‬والزراعة‭ ‬والصيد‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬صلب‭ ‬النهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المرجوة‭. ‬إن‭ ‬خلق‭ ‬منتج‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التحليق‭ ‬بعيدًا‭ ‬يتطلب‭ ‬التنسيق‭ ‬والمتابعة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬قسم‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬بالوزارة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الجودة‭ ‬وتسكينه‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ليكون‭ ‬بين‭ ‬المنتجات‭ ‬المختلفة‭ ‬مع‭ ‬تميز‭ ‬العلامة،‭ ‬كما‭ ‬تلعب‭ ‬الناقلة‭ ‬الوطنية‭ ‬طيران‭ ‬الخليج‭ ‬دورا‭ ‬بارزا‭ ‬في‭ ‬تدعم‭ ‬المبادرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نقل‭ ‬المنتج‭ ‬البحريني‭ ‬للخارج‭. ‬

وتهدف‭ ‬المبادرة‭ ‬لتصدير‭ ‬خدمات‭ ‬وسلع‭ ‬منتجة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تقدر‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬32‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬تكون‭ ‬الشركات‭ ‬المتوسطة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬محور‭ ‬صادراتها‭ ‬مع‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإعفاءات‭ ‬الجمركية‭ ‬الميسرة‭ ‬للوصول‭ ‬للأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬وعلى‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكدت‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمهن‭ ‬الصحية‭ ‬جاهزية‭ ‬أول‭ ‬مصنعين‭ ‬بحرينيين‭ ‬هما‭ ‬“فارما”،‭ ‬و”جلف‭ ‬بايوتك”،‭ ‬ينتجان‭ ‬الوصفات‭ ‬الدوائية‭ ‬مثل‭ ‬الفيتامينات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الكبسولات‭ ‬الرخوية‭ ‬الدوائية‭ ‬والمستحضرات‭ ‬الصيدلية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مستثمرين‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭.‬

إن‭ ‬كسر‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬القديمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بصادرات‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ (‬نفط‭ ‬وألمنيوم‭) ‬التي‭ ‬رسخت‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬لفترات‭ ‬ليست‭ ‬بالقصيرة،‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬بحيث‭ ‬تتحول‭ ‬المملكة‭ ‬نحو‭ ‬تسويق‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬“صنع‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنتج‭ ‬الغذائي‭ ‬أو‭ ‬المستحضر‭ ‬الصحي‭ ‬والدوائي‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يشق‭ ‬طريقه‭ ‬نحو‭ ‬إثبات‭ ‬مكانه‭ ‬بين‭ ‬المنتجات‭ ‬الأخرى‭ ‬وتصديره‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الدولية‭.‬