إصدار قانون لتنظيم “الفرانشايز”

| د. عبدالقادر ورسمه

البحرين‭ ‬تحتل‭ ‬موقعا‭ ‬رائدا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية‭ ‬في‭ ‬النشاطات‭ ‬كافة‭.‬

وعقود‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬من‭ ‬العقود‭ ‬الحديثة‭ ‬زمنيا،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬انتشرت‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬العمالة‭ ‬ونقل‭ ‬المعرفة‭ ‬التجارية‭ ‬والخبرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬النشاطات‭ ‬التجارية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عقود‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬تكتنفها‭ ‬صعوبات‭ ‬عدة‭ ‬خاصة‭ ‬القانونية‭.‬

وللدلالة‭ ‬نذكر،‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬البحرين‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬قوانين‭ ‬تنظم‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬بين‭ ‬مانح‭ ‬الامتياز‭ ‬“فرانشايسور”‭ ‬والحاصل‭ ‬على‭ ‬الامتياز‭ ‬“فرانشايسي”‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭. ‬

وعقود‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬تمثل‭ ‬ثقافة‭ ‬حديثة،‭ ‬وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬لأميركا‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬نشاط‭ ‬“الفرانشايز”،‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬فدرالي‭ ‬في‭ ‬1979‭ ‬وقامت‭ ‬الولايات‭ ‬بإصدار‭ ‬قوانين‭ ‬“ولائية”‭.‬

وهذه‭ ‬القوانين‭ ‬لتقنين‭ ‬أمور‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الضوابط‭ ‬القانونية‭ ‬اللازمة‭ ‬للإفصاح‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعقد‭ ‬“الفرانشايز”،‭ ‬تقديم‭ ‬البيانات‭ ‬والمستندات‭ ‬الكاملة‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬زمنية‭ ‬محددة،‭ ‬منع‭ ‬الممارسات‭ ‬غير‭ ‬السليمة‭ ‬وسوء‭ ‬النية‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬الاستغلال‭ ‬والخداع‭ ‬من‭ ‬مانح‭ ‬الامتياز،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الأصول‭ ‬للمنافسة‭ ‬المشروعة‭ ‬والإفصاح‭ ‬عند‭ ‬الإيجاب‭ ‬والقبول‭. ‬وهناك‭ ‬ضوابط‭ ‬لتسجيل‭ ‬عقود‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬وتنظيم‭ ‬التسويق‭ ‬وعلاقة‭ ‬“ما‭ ‬بعد‭ ‬البيع”‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬كالتدريب‭ ‬والدعاية‭ ‬والإعلان‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬اللوجستية‭ ‬لضمان‭ ‬حسن‭ ‬الأداء‭ ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وتحديد‭ ‬الالتزامات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالماركات‭ ‬والعلامات‭ ‬التجارية‭ ‬المسجلة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المسجلة،‭ ‬والمدة‭ ‬الزمنية‭ ‬للتعاقد‭ ‬وحدوده‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وبيان‭ ‬التفاصيل‭ ‬المالية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬ومستحقات‭ ‬صاحب‭ ‬الامتياز‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الاتفاق‭ ‬وأثناء‭ ‬مدة‭ ‬سير‭ ‬العقد‭.‬

وهذه‭ ‬الضوابط‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬تتوسع‭ ‬لتشمل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بـ‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬كالسماسرة‭ ‬ووسطاء‭ ‬البيع‭ ‬بين‭ ‬مانح‭ ‬الامتياز‭ ‬“المورد”‭ ‬والحاصل‭ ‬عليه‭ ‬“الموزع”‭. ‬وبفضل‭ ‬هذا‭ ‬النسيج‭ ‬التشريعي،‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬نشاط‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬لأن‭ ‬النسيج‭ ‬يشكل‭ ‬“حاضنة”‭ ‬تمنح‭ ‬الأطراف‭ ‬القوة‭ ‬الدافعة‭ ‬للانطلاق‭ ‬والإنتاج‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬وحماية‭ ‬القانون‭. ‬

يجب‭ ‬العمل‭ ‬السريع‭ ‬لسد‭ ‬الفراغ‭ ‬التشريعي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لتظل‭ ‬في‭ ‬الريادة‭ ‬وبابا‭ ‬مفتوحا‭ ‬للتجارة‭ ‬الدولية‭.‬

وأهمية‭ ‬وجود‭ ‬التشريعات‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬توفر‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬للنشاط‭ ‬و‭ ‬للأطراف‭ ‬المتعاقدة‭ ‬و‭ ‬كذلك‭ ‬للمستهلك‭. ‬ونرى‭ ‬أن‭ ‬تتناول‭ ‬التشريعات‭ ‬أمورا‭ ‬هامة،‭ ‬منها‭ ‬مدة‭ ‬سريان‭ ‬العقد‭ ‬أو‭ ‬تجديد‭ ‬العقد‭ ‬أو‭ ‬فسخ‭ ‬العقد‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬النشاط‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مجهودات‭ ‬من‭ ‬الطرفين،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬يتطلب‭ ‬جهودا‭ ‬ومصروفات‭ ‬وتكاليف‭ ‬وفجأة‭ ‬يظهر‭ ‬فسخ‭ ‬العقد‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭.‬

ولضمان‭ ‬هذا‭ ‬فإن‭ ‬القوانين‭ ‬تضع‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭ ‬الأطراف‭. ‬وهناك‭ ‬حقوق‭ ‬أخرى،‭ ‬كالسرية‭ ‬المهنية‭ ‬وعدم‭ ‬كشف‭ ‬الأسرار‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬للسرية‭ ‬وضع‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬“الفرانشايز”،‭ ‬فمثلا‭ ‬كم‭ ‬تدفع‭ ‬شركة‭ ‬منافسة‭ ‬لـ‭ ‬“كوكاكولا”‭ ‬لمعرفة‭ ‬مزج‭ ‬تركيبة‭ ‬المشروب‭ ‬أو‭ ‬تفاصيل‭ ‬“الريسبي”‭ ‬لـ‭ ‬“كنتاكي‭ ‬جكن”‭ ‬أو‭ ‬“تحميص”‭ ‬البن‭ ‬لإعداد‭ ‬فنجان‭ ‬قهوة‭ ‬“كوستا‭ ‬كوفي”،‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول‭. ‬

لكل‭ ‬هذا‭ ‬نرى‭ ‬ضرورة‭ ‬الإسراع‭ ‬بإصدار‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬لـ‭ ‬“الفرانشايز”‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حتى‭ ‬نجني‭ ‬ثماره‭ ‬وفوائده‭. ‬