لقطة

كيف يطبق قانون لا تُعرف تفاصيله؟!

| أحمد كريم

استبشر‭ ‬الشارع‭ ‬الرياضي‭ ‬خيرا‭ ‬بإصدار‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬قانون‭ ‬تحويل‭ ‬الأندية‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬استثمارية‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬أسبوعين‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬كانت‭ ‬منتظرة‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الحلو‭ ‬ما‭ ‬يكملش،‭ ‬وبقي‭ ‬الغموض‭ ‬يغلف‭ ‬القانون‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬ليشرح‭ ‬آلية‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬أو‭ ‬يفسر‭ ‬تفاصيله‭ ‬المهمة؛‭ ‬لتكون‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان،‭ ‬اللهم‭ ‬تصريحا‭ ‬يتيم‭ ‬للوزير‭ ‬السيد‭ ‬أيمن‭ ‬المؤيد‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬عموميات‭ ‬المشروع‭.‬

ومن‭ ‬هنا،‭ ‬تسرب‭ ‬الإحباط‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرياضيين،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬أصبحت‭ ‬غير‭ ‬واثقة‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬تحول‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬واقع؛‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬الرؤية،‭ ‬فلا‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬كيف‭ ‬سيتم‭ ‬التنفيذ‭ ‬ومتى‭!!‬

ورغم‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬استثنائية‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والنشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬متوقف‭ ‬بأكمله،‭ ‬ما‭ ‬يعطينا‭ ‬فرصة‭ ‬للتخطيط‭ ‬ورسم‭ ‬السياسات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬تسير‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬صمت‭ ‬رسمي‭ ‬واجتهادات‭ ‬فردية‭ ‬لتفسير‭ ‬القانون‭ ‬وتنبؤ‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الواقع‭. ‬

لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬مطالبة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬شفافية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقانون‭ ‬تحويل‭ ‬الأندية‭ ‬إلى‭ ‬شركات،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬الآراء‭ ‬تماشيا‭ ‬مع‭ ‬الروح‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬أشاعتها‭ ‬في‭ ‬الورشة‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬212‭ ‬توصية‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭. ‬

إن‭ ‬الرياضة،‭ ‬وكما‭ ‬نعرفها‭ ‬منذ‭ ‬الأزل‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة،‭ ‬وكل‭ ‬الرياضيين‭ ‬ينضوون‭ ‬تحت‭ ‬مظلتها،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬أصبحنا‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬ظلام‭ ‬دامس‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬منه‭ ‬حتى‭ ‬أصابع‭ ‬أيدينا؟‭!‬

لماذا‭ ‬تترك‭ ‬الأمور‭ ‬غامضة‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬أقر‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬برغم‭ ‬أن‭ ‬المعرفة‭ ‬شرط‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬تنفيذه،‭ ‬فكيف‭ ‬للأندية‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬شيء‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬تفاصيله‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة؟‭!‬