هل تنسحب واشنطن من العراق؟
| بدور عدنان
وسط العديد من التحليلات والتكهنات، اختتم اللقاء الأول الذي جمع وفد المباحثات العراقي بالوفد الأميركي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الخميس الماضي، حيث إنه على الرغم من تعدد المواضيع التي تمت مناقشتها خلال هذا الاجتماع والتي تمحورت حول الاقتصاد والأمن والسياسة، يبقى الملف الأمني وتواجد القوات الأميركية في العراق أبرزها، فبعد أن صوت مجلس النواب العراقي في بداية العام الحالي على ضرورة إخراج القوات الأميركية من العراق والذي جاء إثر الغارة الأميركية التي استهدفت قائد فيلق القدس قاسم سليماني وتسببت في مقتله أصبح التهديد الأميركي لبعض الأطراف والفصائل أكبر، ذلك ما يستدعي تقليم أظافر واشنطن في العراق وتحييدها قدر الإمكان بالنسبة لهم.
قرار مجلس النواب هذا جاء في ظل رئاسة رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي والذي كان من الواضح أن علاقته مع الولايات المتحدة الأميركية لم تكن توافقية إلى حد كبير، إلا أنه في ظل الحكومة الجديدة بقيادة رئيس المخابرات العراقي السابق مصطفى الكاظمي ستكون المتغيرات بالتأكيد مختلفة عما كانت عليه في زمن عادل عبدالمهدي.
الولايات المتحدة الأميركية أعلنت من خلال بيان أصدرته بعد انتهاء الاجتماع الأول مع العراقيين أنها لا تسعى لإقامة دائمة في العراق بل إن تواجدها في العراق دائماً ما كان تحت أطر قانونية تسند لمعاهدات واتفاقيات تفاهم قائمة بين البلدين تم التوقيع عليها طوعاً من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة، وقد كانت هذه الاتفاقيات تحترم سيادة العراق ومصالحه الوطنية بما لا يتقاطع مع الأمن القومي الأميركي.
من الواضح أن الأميركيين صادقون وواضحون حول خططهم في العراق حيث إن تقليل القوات الأميركية في العراق تم بالفعل خلال الفترة الماضية حيث يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحد قامت بدورها كاملاً في العراق... السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل الانسحاب الأميركي من العراق يعني إعادة السيطرة والسيادة بالكامل للعراقيين، أم أنه يأتي في سياق تفاهمات وإعادة تقسيم النفوذ على الأرض بين واشنطن ولاعبين آخرين كطهران مثلا؟.