ومضة قلم

إنها مسؤوليتنا جميعا

| محمد المحفوظ

لم‭ ‬يفاجئنا‭ ‬ما‭ ‬أصدره‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬القلق،‭ ‬حيث‭ ‬التزايد‭ ‬المخيف‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بوباء‭ ‬كورونا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أخذ‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬لها‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأسابيع‭ ‬الفائتة‭ ‬بالجدية‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬وحجم‭ ‬انتشار‭ ‬العدوى،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬للأسف‭ ‬هو‭ ‬تعاطي‭ ‬الكثيرين‭ ‬معها‭ ‬بوصفها‭ ‬أمورا‭ ‬اعتيادية‭ ‬حدثت‭ ‬وتحدث،‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬الخطورة‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬عليها‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يجهلها‭.‬

وإزاء‭ ‬ما‭ ‬يشيعه‭ ‬البعض‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬الوباء‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬أكذوبة‭ ‬تم‭ ‬التخطيط‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬لجني‭ ‬العوائد‭ ‬المالية،‭ ‬فإنّ‭ ‬أحدا‭ ‬ليس‭ ‬بوسعه‭ ‬أن‭ ‬يتجاهل‭ ‬أنّ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشائعات‭ ‬ونقولها‭ ‬للأسف‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬عدها‭ ‬حقائق‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للنقض،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دعاهم‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الوباء‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الاستخفاف،‭ ‬وإذا‭ ‬شئنا‭ ‬الدقة‭ ‬باللامبالاة‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬وبالتالي‭ ‬تفشي‭ ‬الوباء‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بالرسائل‭ ‬التي‭ ‬تبثها‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬ولعل‭ ‬الأبلغ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬نقل‭ ‬معاناتهم‭ ‬وهم‭ ‬يؤدون‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بواجباتهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأمانة‭ ‬ومسؤولية‭. ‬ولعل‭ ‬الأبلغ‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تخطئه‭ ‬عين‭ ‬المشاهد‭ ‬للرسائل‭ ‬حجم‭ ‬التضحيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬وغيابهم‭ ‬عن‭ ‬أهاليهم‭ ‬لفترات‭ ‬قد‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬شهر‭ ‬واحتمالية‭ ‬التعرض‭ ‬للعدوى،‭ ‬والدرس‭ ‬الأهم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستوعبه‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬التقيد‭ ‬التام‭ ‬بجميع‭ ‬الإرشادات‭ ‬وتفادي‭ ‬الإصابة‭ ‬بالوباء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬بأقل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭. ‬

لا‭ ‬يفوتنا‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بالنهج‭ ‬الذي‭ ‬مارسه‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنيّ‭ ‬الذي‭ ‬اتسم‭ ‬بالشفافية‭ ‬والصراحة‭ ‬منذ‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬لتفشي‭ ‬الوباء‭ ‬وأنّ‭ ‬السلامة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والخروج‭ ‬للضرورة‭ ‬القصوى،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬كان‭ ‬مخالفا‭ ‬تماما،‭ ‬فأعداد‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬رصدهم‭ ‬بلا‭ ‬كمامات‭ ‬كمثال‭ ‬فقط‭ ‬يقدرون‭ ‬بالآلاف‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأعداد‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬للمتواجدين‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توافد‭ ‬أعداد‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬بمجرد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬فتح‭ ‬المحلات‭ ‬لا‭ ‬بغرض‭ ‬شراء‭ ‬الحاجات‭ ‬الضرورية‭ ‬كما‭ ‬نبّه‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني،‭ ‬لكن‭ ‬هدفها‭ ‬تمضية‭ ‬الوقت‭. ‬وأخيرا‭ ‬فإنّ‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬لأشهر‭ ‬لن‭ ‬يكلفنا‭ ‬شيئاً‭ ‬طالما‭ ‬أنّنا‭ ‬سنربح‭ ‬المعركة،‭ ‬فالصحة‭ ‬ليست‭ ‬قابلة‭ ‬للمراهنة‭ ‬بأي‭ ‬حال‭.‬