من جديد

في انتظار نموذج ابتكاري تسويقي خاص

| د. سمر الأبيوكي

كنا‭ ‬بحاجة‭ ‬حقيقية‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬لإعادة‭ ‬الموازين‭ ‬إلى‭ ‬نصابها،‭ ‬ورغم‭ ‬ثقل‭ ‬الفترة‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬جميعا‭ ‬اكتشفنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬الشخصية‭ ‬المهملة‭ ‬وطرق‭ ‬التفاعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬الواضح‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬الآخرين‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشات‭ ‬الهاتف‭ ‬أو‭ ‬الحواسب،‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬أقامت‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬منتدى‭ (‬عن‭ ‬بعد‭) ‬يقيس‭ ‬فرص‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحدي‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التحدي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنني‭ ‬وصف‭ ‬الاستفادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬المنتدى‭ ‬بوجود‭ ‬أهم‭ ‬المختصين‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬وأصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬ورواد‭ ‬الأعمال،‭ ‬وبقي‭ ‬لزاما‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تدارك‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬هائل‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬وعلوم‭ ‬العصر،‭ ‬فقد‭ ‬أغنى‭ ‬منتدى‭ ‬واحدا‭ ‬أقيم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحضيرات‭ ‬وصرف‭ ‬الميزانيات‭ ‬العامة‭ ‬وأخذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تلاشى‭ ‬بضغطة‭ ‬زر‭ ‬واحدة‭ ‬أصبحت‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشاشة‭ ‬لمناقشة‭ ‬مواضيع‭ ‬قيمة‭.‬

الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬يجب‭ ‬قياسه‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬والاجتماعات‭ ‬خارج‭ ‬الدول‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالبروتوكولات‭ ‬والزوار‭ ‬والضيوف‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بديلا‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬استخدامه‭ ‬والتبحر‭ ‬فيه‭ ‬بعمق‭ ‬أكبر‭.‬

 

إنها‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لاستثمار‭ ‬مهاراتنا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬وما‭ ‬سيخلفه،‭ ‬ومازلت‭ ‬أشدد‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه،‭ ‬وأن‭ ‬علوم‭ ‬الحاسوب‭ ‬والفضاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المسيطر‭ ‬الحقيقي‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬والقرار‭ ‬لدراسة‭ ‬ما‭ ‬سيواجهونه‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬من‭ ‬كساد‭ ‬لبعض‭ ‬الوظائف‭ ‬ورواج‭ ‬لوظائف‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬نكون‭ ‬غير‭ ‬مهيئين‭ ‬لها،‭ ‬إنها‭ ‬الفرصة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬لابتكار‭ ‬نموذج‭ ‬تسويقي‭ ‬حقيقي‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬ومختلف‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وهي‭ ‬تذكرة‭ ‬مهمة‭ ‬قد‭ ‬نستطيع‭ ‬استغلالها‭ ‬لنصل‭ ‬بها‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬بركب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬