عنفوان

إلى جنان الخُلد يا المحميد

| جاسم اليوسف

ما‭ ‬معنى‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬شخصا‭ ‬عزيزا‭ ‬دون‭ ‬قدرة‭ ‬أطراف‭ ‬أصابعك‭ ‬على‭ ‬تمريرها‭ ‬على‭ ‬راحتي‭ ‬يديه،‭ ‬بينما‭ ‬جسداكما‭ ‬المعانقان‭ ‬يهمان‭ ‬في‭ ‬الانفصال‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬عن‭ ‬بعضهما‭ ‬إيذانا‭ ‬بتسليم‭ ‬الروح‭ ‬لبارئها؟‭!‬

هكذا‭ ‬خيل‭ ‬إليَّ‭ ‬وأنا‭ ‬أودع‭ ‬زميلنا‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الشاب‭ ‬الخلوق‭ ‬محمد‭ ‬المحميد،‭ ‬الذي‭ ‬جمعتنا‭ ‬معه،‭ ‬رغم‭ ‬وجوده‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬في‭ ‬الصحيفة،‭ ‬ذكريات‭ ‬لا‭ ‬تموت؛‭ ‬لدماثة‭ ‬الخلق‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬وحبه‭ ‬المتأصل‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخرين‭.‬

كان‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬وكثير‭ ‬الصيام‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المستحبة،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنني‭ ‬أتوقف‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬وجبة‭ ‬الغداء‭ ‬معنا‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الإثنين‭ ‬والخميس‭ ‬لمعرفتي‭ ‬أنه‭ ‬يتقرب‭ ‬أكثر‭ ‬لربه‭ ‬عبر‭ ‬الصيام‭ ‬في‭ ‬هذين‭ ‬اليومين‭.‬

يحسب‭ ‬لمحمد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬متدينا‭ ‬وورعا،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمكنك‭ ‬ملاحظته‭ ‬عبر‭ ‬منشوراته‭ ‬في‭ ‬حسابه‭ ‬الشخصي‭ ‬في‭ ‬الانستغرام‭ ‬المليء‭ ‬بحث‭ ‬المتابعين‭ ‬على‭ ‬التقرب‭ ‬لله‭ ‬ومقولات‭ ‬مأثورة‭ ‬لمشايخ‭ ‬لهم‭ ‬وزنهم‭ ‬الوعظي،‭ ‬وأبرزهم‭ ‬الشيخ‭ ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬متولي‭ ‬الشعراوي‭.‬

نم‭ ‬قرير‭ ‬العين‭ ‬أخي‭ ‬محمد،‭ ‬وتذكر‭ ‬أن‭ ‬الطيبين‭ ‬أمثالك‭ ‬خالدون‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬