مبادرة الأمل المصرية
| بدور عدنان
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي نهاية الأسبوع الماضي عن طرح مبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية بين حكومة الوفاق وبين الجيش الليبي، حيث أقدمت مصر على طرح هذه المبادرة بعد أن تصاعدت الأحداث بشكل متسارع في ليبيا خصوصاً في ظل التدخل التركي العلني حيث قامت الحكومة التركية بدعم حكومة الوفاق بالآلاف من الجنود الأتراك بالإضافة للأسلحة، وذلك ما يرفضه الجيش الليبي والعديد من الأطراف الدولية التي ترى أن الحل يجب أن يكون سياسياً في المقام الأول بين الأطراف الليبية فقط دون سواها، وأن تدخل أي فاعل دولي آخر عسكريا لصالح أي طرف من الأطراف سيذكي نار الحرب المشتعلة ولن يساعد في حل أو حتى تهدئة الوضع الليبي.
المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي أكد على ما جاء في المبادرة المصرية من ضرورة إقامة حوار يشارك فيه جميع الليبيين وإقامة حكومة حرة وطنية، وسريعاً توالت ردود الفعل الإيجابية التي عبرت عنها العديد من الدول ببيانات الترحيب بالمبادرة المصرية حيث إن القراءة الأولية لبنود المبادرة تشير إلى أن الاتفاقية تصب في صالح المصالحة الوطنية حيث سيكون لكل طرف من الأطراف مكان ودور في الساحة الليبية حسبما تشير بنود المبادرة المصرية.
أتمنى أن تلاقي هذه الخطوة المصرية القبول لدى جميع الأطراف وأن يكون للقوى الإقليمية والدولية دور في دعم هذه المبادرة كما أتمنى أن تبادر حكومة الوفاق الليبي برئاسة فايز السراج بقبول هذه المبادرة دون شروط من شأنها أن تعرقل عملية المصالحة الليبية وأن لا تنتشي بالتفوق المؤقت على حدود طرابلس، حيث إن هذه الانتصارات لم تتحقق إلا بعد أن انسحب الجيش الليبي طوعاً تحت طلب من القوى الدولية التي تسعى لحل الملف الليبي.
على الليبيين أن يعتبروا مما يحدث في سوريا وكيف فتح التدخل الخارجي المجال للتوغل الأجنبي وسيطرته على سوريا ما أفقد السلطة السورية قدرتها على التحكم بزمام الأمور، فالقوى الخارجية لا تتدخل في أية بقعة إلا في سبيل مصلحتها فقط.