رؤيا مغايرة

منظمات حقوقية لا تكترث بالإنسانية

| فاتن حمزة

وفاة‭ ‬المواطن‭ ‬الأميركي‭ ‬ذي‭ ‬الأصول‭ ‬الأفريقية‭ ‬جورج‭ ‬فلويد،‭ ‬أثناء‭ ‬احتجازه‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشرطة‭ ‬أثار‭ ‬غضب‭ ‬الأميركيين‭ ‬ودفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬في‭ ‬احتجاجات‭ ‬تخللتها‭ ‬أعمال‭ ‬شغب،‭ ‬رافعين‭ ‬شعار‭ ‬“حياة‭ ‬السود‭ ‬مهمة”،‭ ‬وأشارت‭ ‬الصحف‭ ‬الأميركية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬ومقاطع‭ ‬التقطها‭ ‬شهود‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬اعتقال‭ ‬فلويد،‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتبعها‭ ‬الضباط‭ ‬كانت‭ ‬عنيفة‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬مقتله‭.‬

بالطبع‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬ومن‭ ‬يؤيدها‭ ‬كانت‭ ‬خجولة‭ ‬عكس‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بدولنا‭ ‬العربية‭... ‬لا‭ ‬يكترثون‭ ‬بالإنسانية‭ ‬ولا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬أراضيهم،‭ ‬وعندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بأمن‭ ‬أوطانهم‭ ‬تسقط‭ ‬جميع‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬يتشدقون‭ ‬بها‭.‬

ما‭ ‬رأيناه‭ ‬من‭ ‬مشهد‭ ‬مقتل‭ ‬جورج‭ ‬فلويد‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬رأس‭ ‬جبل‭ ‬الجليد،‭ ‬فكم‭ ‬هو‭ ‬حجم‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬الأميركيين،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬فعلهم‭ ‬مع‭ ‬مواطنيهم‭ ‬وأمام‭ ‬أعين‭ ‬الكاميرات؟‭ ‬فالجواب‭ ‬أصبح‭ ‬واضحاً‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬“الشاهد‭ ‬ينبئ‭ ‬عن‭ ‬الغائب”،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يتكلمون‭ ‬بألسنتنا‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬جلدتنا‭ ‬أن‭ ‬يغتروا‭ ‬بالحضارة‭ ‬الغربية‭ ‬الزائفة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬فتئوا‭ ‬يقارنوها‭ ‬بنا،‭ ‬انظروا‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬العنصرية‭ ‬والخراب‭ ‬والفساد،‭ ‬هل‭ ‬رأيتم‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬عندنا‭ ‬حتى‭ ‬أيام‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي؟

 

أين‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬صدعوا‭ ‬رؤوسنا‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬دولنا‭ ‬بضبط‭ ‬الأمن‭ ‬وحفظه؟‭ ‬كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬في‭ ‬آذان‭ ‬الآخرين‭... ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬غالبه‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بجورج‭ ‬فلويد‭.‬