ومضة قلم

تنمية القرية

| محمد المحفوظ

قام‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بزيارة‭ ‬ميدانية‭ ‬إلى‭ ‬قرية‭ ‬كرزكان،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬رصد‭ ‬احتياجات‭ ‬الأهالي‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬وصرف‭ ‬صحي‭ ‬وغيرها‭. ‬إنّ‭ ‬منطقة‭ ‬كرزكان‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬شبكة‭ ‬للصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وسفلتة‭ ‬الطرق‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬وعدت‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬بتنفيذها‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬كإعادة‭ ‬تخطيط‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬لكن‭ ‬المؤسف‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬التنفيذ‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أغلبيتها‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬التأجيل‭ ‬أو‭ ‬التسويف‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬جراء‭ ‬تأجيل‭ ‬مشروع‭ ‬تخطيط‭ ‬وإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الطرق،‭ ‬أن‭ ‬الأهالي‭ ‬يعانون‭ ‬الأمرين‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬ويتكبدون‭ ‬مشقة‭ ‬وعناء‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬سكنهم،‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يجدون،‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ ‬معالجة‭ ‬الوزارة‭ ‬لهذه‭ ‬المعضلة‭ ‬وقتية‭ ‬وأنها‭ ‬تتكرر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأعوام‭.‬

لعل‭ ‬البعض‭ ‬يتذكر‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬مشروعا‭ ‬طموحا‭ ‬انطلق‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬يرمي‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬القرية‭ ‬البحرينية‭ ‬ويأتي‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030م‭. ‬إن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬هو‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬وصل‭ ‬المشروع؟‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الصمت‭ ‬الذي‭ ‬يخيم‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬فإنّ‭ ‬الظنّ‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تأجيله‭ ‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‭ ‬والمفارقة‭ ‬هنا‭ ‬أنّ‭ ‬ميزانية‭ ‬المشروع‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬وقدرت‭ ‬بمليونين‭ ‬وأربعمئة‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬والذي‭ ‬يجدر‭ ‬ذكره‭ ‬هنا‭ ‬أنّ‭ ‬المشروع‭ ‬كان‭ ‬يستهدف‭ ‬تنمية‭ ‬عشر‭ ‬قرى‭ ‬بحرينية‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭.‬

نتذكر‭ ‬زيارة‭ ‬الوزراء‭ ‬المعنيين‭ ‬إلى‭ ‬قرى‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الشمالية‭ ‬كقرية‭ ‬باربار‭ ‬وقبلها‭ ‬بثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تمت‭ ‬دراسة‭ ‬الملف‭ ‬الإسكاني‭ ‬لقرية‭ ‬سار‭ ‬ورفع‭ ‬تقارير‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الخدمات،‭ ‬وباستثناء‭ ‬القرى‭ ‬الأخرى‭ ‬فإنّ‭ ‬منطقة‭ ‬سار‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬لم‭ ‬تحظ‭ ‬بمشروع‭ ‬إسكاني‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬رغم‭ ‬توافر‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬عليها‭.‬