مُلتقطات

عاملاتُ “الرياض”... نتسلّمُ رواتبنا باليد!

| د. جاسم المحاري

الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬“دور‭ ‬الحضانة‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال”‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬عالم‭ ‬النفس‭ ‬“جيم‭ ‬تايلور”‭ ‬في‭ ‬كتابه‭  ‬“”Education‭: ‬Kindergarten Matters،‭ ‬لا‭ ‬يقلّ‭ ‬أهميّةً‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المدارس،‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬المراحل‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمّت‭ ‬تنمية‭ ‬قدراته‭ ‬ومهاراته‭ ‬بصورة‭ ‬صحيحة‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬خطوات‭ ‬تعليمه‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬دفعنا‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ (‬في‭ ‬حلقة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭) ‬عن‭ ‬المعاناة‭ ‬اليومية‭ ‬للعاملات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والتي‭ ‬تتجدد‭ ‬مطلع‭ ‬كل‭ ‬إجازة‭ ‬صيفية‭ ‬بعد‭ ‬انقطاع‭ ‬مدخولهن‭ ‬فيها‭ - ‬شهري‭ ‬يوليو‭ ‬وأغسطس‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬لانتهاك‭ ‬حقوقهن‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬لهنَ‭ ‬إجازة‭ ‬مدفوعة‭ ‬وفقًا‭ ‬لقانون‭ ‬العمل‭ ‬البحريني،‭ ‬خصوصاً‭ ‬مع‭ ‬لجوء‭ (‬بعض‭) ‬الروضات‭ ‬‭- ‬وفقَ‭ ‬مَنْ‭ ‬تواصلنَ‭ ‬مع‭ ‬جريدة‭ ‬البلاد‭ - ‬إلى‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬عبر‭ ‬إبرام‭ ‬عقود‭ ‬العمل‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬لـ‭ (‬10‭) ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬تأمين،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمّ‭ ‬تجديدها‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭! ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحميلّهنَ‭ ‬تَبِعَات‭ ‬“موسمية”‭ ‬العمل‭ ‬بإجبارهنَ‭ ‬على‭ ‬سداد‭ ‬المستحقات‭ ‬التأمينية‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬بعد‭ ‬امتناع‭ (‬بعضها‭) ‬عن‭ ‬دفعها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬دعوة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ووزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لضرورة‭ ‬قيام‭ ‬مسؤولي‭ ‬أو‭ ‬مُلّاك‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬بتسجيل‭ ‬العاملات‭ ‬غير‭ ‬المسجلات‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬“ضعف‭ ‬الرواتب”،‭ ‬فقد‭ ‬تحدثنَ‭ ‬أخريات‭ ‬عن‭ ‬تحميلهن‭ ‬مسؤولية‭ ‬تجهيز‭ ‬الصفوف‭ ‬بالوسائل‭ ‬والاحتياجات‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬حسابهن‭ ‬الخاص‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تدني‭ ‬رواتبهن‭! ‬فيما‭ ‬حُرمت‭ ‬أخريات‭ ‬من‭ ‬الرواتب‭ ‬المودعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬لمدة‭ (‬3‭) ‬أشهر،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تعرضنَ‭ ‬للتسريح‭ ‬بحجة‭ ‬صغر‭ ‬الصفوف‭ ‬أو‭ ‬انقطاع‭ ‬حضور‭ ‬الأطفال،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬حرمان‭ ‬“غير‭ ‬البحرينيات”‭ ‬من‭ ‬الرواتب،‭ ‬رغم‭ ‬استلام‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ - ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬قولهن‭ - ‬جميع‭ ‬كشوفات‭ ‬الأسماء،‭ ‬فيما‭ ‬تأتي‭ ‬مسألة‭ (‬دفع‭ ‬مرتبات‭ ‬العاملات‭ ‬باليد‭!) ‬الأمرّ‭ ‬عليهنَ،‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬تعدّدت‭ ‬فيه‭ ‬وسائل‭ ‬الدفع‭ ‬الحديثة‭. ‬

 

نافلة‭:  ‬

من‭ ‬جانب،‭ ‬بَدَتْ‭ ‬الجهود‭ ‬الرسمية‭ ‬للحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬حين‭ ‬تمّ‭ ‬إقرار‭ ‬“الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للطفولة‭ ‬2013‭-‬2017م”،‭ ‬التي‭ ‬صيّرت‭ ‬مرحلة‭ ‬تعليم‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬المدرسة‭ ‬ضمن‭ ‬المراحل‭ ‬الإلزامية‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وزادت‭ ‬نسبة‭ ‬الأطفال‭ ‬الملتحقين‭ ‬فيها‭ ‬واستحداث‭ ‬التخصصات‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحقل‭ ‬بالجامعات،‭ ‬بما‭ ‬يتواءم‭ ‬مع‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ (‬25‭) ‬لسنة‭ ‬1998م‭ ‬الذي‭ ‬ينظم‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬المهمة‭.  ‬

فيما‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬“التفاتة”،‭ ‬أردنَ‭ ‬فيها‭ ‬العاملات‭ (‬المُعانيات‭) ‬إيصالها‭ ‬للمعنيين،‭ ‬حيث‭ ‬طالبن‭ ‬فيها‭ ‬بحلّ‭ ‬جذري‭ ‬مُنصف‭ ‬يفضي‭ ‬لخطوات‭ ‬إيجابية‭ ‬إزاء‭ ‬مَنْ‭ ‬يخدمنَ‭ ‬قطاعًا‭ ‬حيويًّا‭ ‬مهمًّا؛‭ ‬بإيجاد‭ ‬صيغة‭ ‬موحدة‭ ‬لعقود‭ ‬العمل،‭ ‬تتضمنها‭ ‬إلزامية‭ ‬التأمين‭ ‬والأمان‭ ‬الوظيفي‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المؤسسة‭ ‬المخالفة‭ ‬وإيداع‭ ‬الراتب‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬الموظف،‭ ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬القوانين‭ ‬المُلزمة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص‭ ‬كوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتمكين‭ ‬وغيرها‭.‬