سوالف

الصحافة الوطنية والمصداقية تؤرقهم

| أسامة الماجد

البعض،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬أيام‭ ‬“الإعلام‭ ‬الأصفر‭ ‬المفبرك”‭ ‬والمسرحيات‭ ‬والحكايات،‭ ‬مازال‭ ‬يضيق‭ ‬صدره‭ ‬ويشعر‭ ‬بأرق‭ ‬خرافي‭ ‬وانغلاق‭ ‬وضغط،‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬ينتقد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البناء‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬للدولة‭ ‬والحكومة،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬فالصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬نبضا‭ ‬للشارع‭ ‬وتنقل‭ ‬هموم‭ ‬المواطن‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬وشرف،‭ ‬وأيضا‭ ‬تنتقد‭ ‬بنظرة‭ ‬إيجابية‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬لتعينها‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬رسالتها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬الوطنية‭ ‬الملتزمة‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتؤدي‭ ‬دورها‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬مواقع‭ ‬الخلل‭ ‬وتنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الدعائم‭ ‬الأساسية‭ ‬للمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لسيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المناسبات‭ (‬إن‭ ‬مشروعنا‭ ‬الإصلاحي‭ ‬سيظل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الكلمة‭ ‬الحرة‭ ‬والصادقة،‭ ‬فإننا‭ ‬نتطلع‭ ‬من‭ ‬الأقلام‭ ‬الصحافية‭ ‬والأصوات‭ ‬الوطنية‭ ‬الصادقة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬ووحدة‭ ‬الشعب،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬التحريض‭ ‬والفرقة‭ ‬والكراهية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني‭). ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬يؤكد‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسة‭ ‬الحكومية‭ ‬وبناء‭ ‬نهضة‭ ‬الوطن‭ ‬وتقدمه،‭ ‬وأن‭ ‬صحافة‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الحرية‭ ‬وقيم‭ ‬الوطنية‭ ‬والمسؤولية‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬مكتسبات‭ ‬المجتمع‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬إنجازاته،‭ ‬ولا‭ ‬تكاد‭ ‬تخلو‭ ‬جلسة‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬دون‭ ‬توجيهات‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬تستند‭ ‬على‭ ‬ملاحظات‭ ‬الصحافة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬أو‭ ‬تصحيح‭ ‬أي‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬يؤكد‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل‭ ‬للصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬منجزات‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭.‬

إن‭ ‬خط‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬أولئك‭ ‬الأشخاص‭ ‬الحالمون‭ ‬بعودة‭ ‬الزيف‭ ‬والتضليل،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬وبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬المجهر‭ ‬على‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعترض‭ ‬المهمات،‭ ‬بروح‭ ‬صادقة‭ ‬وكلمة‭ ‬مسؤولة‭ ‬نزيهة‭.‬