فجر جديد

الوزير الكاذب

| إبراهيم النهام

تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬القطري‭ ‬لقناة‭ ‬الإرهاب‭ ‬“الجزيرة”‭ ‬أخيرًا‭ ‬عن‭ ‬مستجدات‭ ‬الأزمة‭ ‬القطرية،‭ ‬ليست‭ ‬بالجديدة،‭ ‬فهي‭ ‬كاذبة،‭ ‬ومدعية،‭ ‬وتتماشى‭ ‬مع‭ ‬نهج‭ ‬حكام‭ ‬قطر‭ ‬المؤثم،‭ ‬والذين‭ ‬يسهرون‭ ‬الليل‭ ‬بطوله؛‭ ‬لإسقاط‭ ‬الأنظمة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬عبر‭ ‬تمرير‭ ‬مشروعات‭ ‬الهدم‭ ‬والتقسيم‭ ‬الغربية‭.‬

الوزير‭ ‬قليل‭ ‬الثقافة،‭ ‬حاول‭ ‬ببساطة،‭ ‬أن‭ ‬يفند‭ ‬أي‭ ‬ممارسات‭ ‬عدائية‭ ‬تجاه‭ ‬الجيران،‭ ‬متخطيًا‭ ‬كل‭ ‬الثبوتات‭ ‬والدلائل‭ ‬الدامغة‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬بها‭ ‬دول‭ ‬المقاطعة‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا،‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬بالشواهد‭ ‬والأرقام‭ ‬عدائية‭ ‬الدولة‭ ‬الجارة،‭ ‬وحقد‭ ‬نظامها‭ ‬السياسي‭ ‬الوليد‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬حوله‭.‬

النظام‭ ‬القطري‭ ‬يمول‭ ‬ويسلح‭ ‬الجماعات‭ ‬والفرق‭ ‬الإرهابية‭ ‬والانقلابية،‭ ‬ويتدخل‭ ‬بشؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬ويحاول‭ ‬شغل‭ ‬مساحات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬واقعه‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ويستميت‭ ‬لاسترضاء‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أبناء‭ ‬العمومة‭ ‬والجيران،‭ ‬هي‭ ‬ببساطة‭ ‬حقائق‭ ‬دامغة،‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬تشكك،‭ ‬أو‭ ‬تُزيف،‭ ‬أو‭ ‬تُحرف،‭ ‬عانينا‭ ‬منها‭ ‬جميعا‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬وما‭ ‬زلنا،‭ ‬والشعب‭ ‬القطري‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يعرف‭ ‬حقيقتها‭.‬

والآن،‭ ‬وبعد‭ ‬4‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬المقاطعة‭ ‬المشروعة،‭ ‬بات‭ ‬نظام‭ ‬الدوحة‭ ‬المستبد،‭ ‬متقوقعًا‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬بزاوية‭ ‬ضيقة،‭ ‬داخليًا‭ ‬وخارجيًا،‭ ‬مدعيًا‭ ‬الاستهداف‭ ‬والظُلم‭ ‬من‭ ‬الآخر،‭ ‬وأن‭ ‬قطر‭ ‬هي‭ ‬الجار‭ ‬المسالم،‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬ووحدة‭ ‬البيت‭.‬

هذا‭ ‬المسار‭ ‬المفضوح‭ ‬هو‭ ‬نسخة‭ ‬مشوهة‭ ‬ومكشوفة‭ ‬من‭ ‬السياسية‭ ‬الإيرانية‭ ‬نفسها،‭ ‬والتي‭ ‬تضع‭ ‬افتعال‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬أوطان‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭.‬

‭ ‬يوازيها‭ - ‬بأسف‭ - ‬تطويع‭ ‬إعلامي‭ ‬وسياسي‭ ‬واقتصادي‭ ‬قطري‭ ‬شامل،‭ ‬لخلط‭ ‬الأوراق،‭ ‬ولتزييف‭ ‬الحقائق،‭ ‬ولتكذيب‭ ‬الجيران‭ ‬العرب،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إحراجهم‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الاستهداف‭ ‬القطري‭ ‬الإيراني‭ ‬التركي‭.‬

وأذكر‭ ‬في‭ ‬سفرات‭ ‬سابقة،‭ ‬لمصر،‭ ‬وتونس،‭ ‬والمغرب،‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى،‭ ‬أنني‭ ‬تلمست‭ ‬من‭ ‬أناس‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬كراهية‭ ‬ومقتا‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬لقطر،‭ ‬كراهية‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬سواق‭ ‬التاكسي‭ ‬باستفاضة،‭ ‬وبائع‭ ‬الخضار،‭ ‬والصحافي،‭ ‬والمثقف،‭ ‬والموظف‭ ‬بالمطار،‭ ‬وغيرهم،‭ ‬فمن‭ ‬أين‭ ‬أتت‭ ‬وكيف؟‭ ‬أهل‭ ‬قطر‭ ‬هم‭ ‬أدرى‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭.‬