ريشة في الهواء

القيادة الراسخة وتحدي الوقت الراهن...

| أحمد جمعة

ثقتنا‭ ‬بأنفسنا‭ ‬هي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسباتنا،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬فقدت‭ ‬أمة‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬ثقتها‭ ‬بنفسها،‭ ‬ماذا‭ ‬تبقى‭ ‬لها؟‭ ‬ما‭ ‬يزيدنا‭ ‬اطمئناناً‭ ‬بأننا‭ ‬أمة‭ ‬حية‭ ‬تنمو‭ ‬وتتطور‭ ‬وتزدهر‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬لأخرى‭ ‬ولا‭ ‬تتوقف‭ ‬حيويتها‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬أفراد‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تعمل‭ ‬بصمتٍ‭ ‬وجهد،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬بوحي‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬ورؤية‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬الذي‭ ‬دائمًا‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المراحل‭ ‬والأزمات‭ ‬والمحن‭ ‬يمسك‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬ويقود‭ ‬السفينة‭ ‬نحو‭ ‬المرفأ‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬لها‭ ‬الاستقرار،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تعارف‭ ‬عليه‭ ‬العالم‭ ‬وأدركه‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬وفي‭ ‬ضوئه‭ ‬أخذت‭ ‬البحرين‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬الحية‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬ترسخ‭ ‬قواعد‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء‭ ‬حتى‭ ‬بوقت‭ ‬التحديات‭.‬

لكن‭ ‬بالمقابل‭ ‬هناك‭ ‬بكل‭ ‬أمة‭ ‬ومجتمع‭ ‬فئات‭ ‬وجماعات‭ ‬ومؤسسات،‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬الخط‭ ‬العام،‭ ‬ولا‭ ‬تنظر‭ ‬للمكاسب‭ ‬والمنجزات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بعين‭ ‬الرؤية‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬المكاسب،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يثقب‭ ‬السفينة‭ ‬ويستغل‭ ‬الانفتاح‭ ‬لهز‭ ‬القواعد‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬عليها‭ ‬نهضة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬بوعي‭ ‬ومسؤولية‭ ‬لحفظ‭ ‬هذه‭ ‬القواعد‭ ‬والاستمرار‭ ‬بالعمل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الرؤية‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬القائد‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وتحقق‭ ‬في‭ ‬ضوئها‭ ‬الازدهار‭.‬

في‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬في‭ ‬حجمه‭ ‬وتأثيره‭ ‬وتداعياته‭ ‬عن‭ ‬حرب‭ ‬عالمية،‭ ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬يضربون‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬القواعد‭ ‬الصحية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والأمنية،‭ ‬وهناك‭ ‬استهتار‭ ‬وعدم‭ ‬مسؤولية‭ ‬حتى‭ ‬أنك‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الكوكب‭ ‬معنا،‭ ‬خذ‭ ‬مثلا‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يستعجلون‭ ‬إقامة‭ ‬الصلوات‭ ‬في‭ ‬المساجد،‭ ‬أو‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬سارعوا‭ ‬بالانخراط‭ ‬بالمئات‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬والاختلاط‭ ‬بصورة‭ ‬جماعية‭ ‬تفوق‭ ‬الأيام‭ ‬العادية،‭ ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمدارس‭ ‬الخاصة‭ ‬والجامعات‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬رسوما‭ ‬حتى‭ ‬وهي‭ ‬مغلقة‭... ‬طبعاً‭ ‬هذه‭ ‬مجرد‭ ‬نماذج‭ ‬ثانوية‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الاستهتار،‭ ‬أنا‭ ‬هنا‭ ‬أتكلم‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬أي‭ ‬غياب‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬والعلمية‭ ‬والبحثية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬عن‭ ‬القيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬حيوية‭ ‬تشارك‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬السلبية،‭ ‬أين‭ ‬الإسهامات‭ ‬العلمية‭ ‬والدراسية‭ ‬من‭ ‬الجامعات،‭ ‬أم‭ ‬دور‭ ‬الجامعات‭ ‬فقط‭ ‬تحصيل‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية؟‭ ‬أين‭ ‬الإسهامات‭ ‬الثقافية‭ ‬المبتكرة‭ ‬والإبداعية‭ ‬ودعم‭ ‬التأليف‭ ‬والنشر‭ ‬والترجمة‭ ‬والأبحاث‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬فقط‭ ‬ندوات‭ ‬مكررة‭ ‬ومجترة‭ ‬ومعارض‭ ‬شكلية؟‭ ‬أين‭ ‬المبادرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬التي‭ ‬تستغل‭ ‬الأزمة‭ ‬وتوظف‭ ‬نتائجها‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬عكسية‭ ‬تقلب‭ ‬الأوراق‭ ‬السلبية‭ ‬لأوراق‭ ‬إيجابية؟‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭.. ‬وزارة‭ ‬التجارة؟‭!‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الحضارية‭ ‬العصرية‭ ‬التي‭ ‬اسمها‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬وضع‭ ‬أسسها‭ ‬وقواعدها‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭ ‬تستحق‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬التحديات‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬بهذا‭ ‬الوقت‭ ‬بالذات‭ ‬الذي‭ ‬ستخرج‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬الدول،‭ ‬إما‭ ‬دولا‭ ‬ناجحة‭ ‬أو‭ ‬دولا‭ ‬فاشلة،‭ ‬ونحن‭ ‬لدينا‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬الدولة‭ ‬الناجحة‭ ‬شرط‭ ‬تكاتف‭ ‬الجميع‭ ‬وتحملهم‭ ‬المسؤولية‭ ‬كما‭ ‬تعلمناها‭ ‬من‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

دقات‭ ‬الساعة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬توقيتها‭ ‬صحيح‭.‬