سوالف

استهتار العمالة الآسيوية ينذر بالمخاطر وفقدان التوازن

| أسامة الماجد

قال‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬عضو‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الدكتور‭ ‬وليد‭ ‬المانع‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬“إن‭ ‬المسؤولية‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬فردية‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الفرد‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالقرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والتدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬لتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬بنجاح‭ ‬وحماية‭ ‬نفسه‭ ‬وأسرته‭ ‬ومجتمعه”‭.‬

ما‭ ‬نشاهده‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬ملتزمون‭ ‬بالقرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاحترازية،‭ ‬لكن‭ ‬الخلل‭ ‬في‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬لغاية‭ ‬اليوم‭ ‬غير‭ ‬مستوعبة‭ ‬خطر‭ ‬الاستهتار‭ ‬بالتعليمات،‭ ‬وكأنها‭ ‬تواقة‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المجتمع،‭ ‬مثل‭ ‬الشخص‭ ‬الأصم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يسمع‭ ‬شيئا،‭ ‬وكغيري‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬رأيت‭ ‬تجمعاتهم‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬وكأنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬شيئا‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الدنيا،‭ ‬ويوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭ ‬استوقفت‭ ‬أربعة‭ ‬“خبابيز”‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬تسكن‭ ‬في‭ ‬“بيت‭ ‬العزاب”‭ ‬بفريجنا،‭ ‬وقصة‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬معروفة‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬تناولناها‭ ‬مرات‭ ‬عديدة،‭ ‬كانوا‭ ‬يمشون‭ ‬بدون‭ ‬“كمامات”‭ ‬وعندما‭ ‬سألتهم‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تلسبون‭ ‬الكمامات،‭ ‬أجاب‭ ‬أحدهم‭ ‬بكل‭ ‬استخفاف،‭ ‬خرجنا‭ ‬لمدة‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭ ‬فقط،‭ ‬ولا‭ ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬للكمامات،‭ ‬عرفت‭ ‬أنه‭ ‬يكذب،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬“الخباز”‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬لغاية‭ ‬المساء،‭ ‬مع‭ ‬فترة‭ ‬راحة‭ ‬وقت‭ ‬الظهيرة،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬شاهدتهم‭ ‬فيه‭ ‬متجهين‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬توبلي،‭ ‬فالوضع‭ ‬مخيف‭ ‬فعلا‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬يراد‭ ‬للوباء‭ ‬أن‭ ‬ينتشر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬لا‭ ‬ترتدي‭ ‬الكمامات‭ ‬وغير‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالتباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير،‭ ‬والاستهتار‭ ‬بالتدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬له‭ ‬مثيل،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬يتعرض‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬وربما‭ ‬فقدان‭ ‬التوزان‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬العلاج،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬خط‭ ‬أساسي‭ ‬محدد‭ ‬وصارم‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬وتجمعاتهم‭ ‬فحسب،‭ ‬إنما‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬خروجهم‭ ‬وضرورة‭ ‬الاستجابة‭ ‬للقرارات‭ ‬والتدابير‭ ‬الاحترازية،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الموضوع‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬مستفيضة‭ ‬للعلاج‭.‬

 

الالتزام‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التنفيذية‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬أقرها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يطبق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬“مواطنين‭ ‬ومقيمين”،‭ ‬فالمسألة‭ ‬قد‭ ‬تطول‭.‬