شواهد

شمعنى “البحرين”؟!

| سعيد محمد

قد‭ ‬تبدو‭ ‬بضعة‭ ‬تساؤلات‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬بال‭ ‬الكثيرين،‭ ‬غريبة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬“الحيرة”‭! ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للكثيرين‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬تأتي‭ ‬الإجابة‭ ‬مريحة،‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬السطر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العمود،‭ ‬بعد‭ ‬تساؤلات‭ ‬أراها‭ ‬محركة‭ ‬للاستفهام‭:‬

‭ ‬“شمعنى‭ ‬البحرين”‭.. ‬ومنذ‭ ‬غابر‭ ‬الأزمان،‭ ‬هي‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬عشقتها‭ ‬الحضارات،‭ ‬ومنذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬سنة‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬مركز‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬لتربط‭ ‬بين‭ ‬الحضارة‭ ‬السومرية‭ ‬وحضارة‭ ‬وادي‭ ‬الإندوس‭ ‬أو‭ ‬السند،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬أرضعت‭ ‬قبائل‭ ‬بكر‭ ‬بن‭ ‬وائل‭ ‬وبني‭ ‬تميم‭ ‬وبني‭ ‬عبدالقيس‭ ‬خصائل‭ ‬العلو‭ ‬والشموخ‭ ‬والعز‭ ‬والفخر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكرم‭ ‬والجود‭ ‬والشجاعة‭ ‬والإيثار‭.‬

‭ ‬“شمعنى‭ ‬البحرين”‭.. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬حجمها‭ ‬جغرافيًا،‭ ‬تكبر‭ ‬وتكبر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محط‭ ‬الأطماع‭ ‬وموضع‭ ‬الاستهداف،‭ ‬ويكون‭ ‬أهلها‭ ‬ممن‭ ‬يشار‭ ‬إليهم‭ ‬بالبنان،‭ ‬ومنذ‭ ‬غابر‭ ‬الأزمان‭ ‬أيضًا،‭ ‬بأنهم‭ ‬من‭ ‬أحب‭ ‬الشعوب‭ ‬إلى‭ ‬القلوب،‭ ‬وأكثرهم‭ ‬خلقًا‭ ‬وطيبًا‭ ‬وحسن‭ ‬معشر؟

‭ ‬“شمعنى‭ ‬البحرين”‭ ‬التي‭ ‬يتسابق‭ ‬أبناؤها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬ليشاركوا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬يتاح‭ ‬لهم‭ ‬وليحققوا‭ ‬المراكز‭ ‬المتقدمة‭ ‬وليرفعوا‭ ‬علم‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬اعتزاز؟

‭ ‬“شمعنى‭ ‬البحرين”‭.. ‬التي‭ ‬يقحمها‭ ‬مجانين‭ ‬الشهرة‭ ‬من‭ ‬فاشينيستات‭ ‬وخريشستات‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬لتأتي‭ ‬هذه‭ ‬فتسيء‭ ‬ثم‭ ‬تعتذر،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬ليتجاوز‭ ‬حدوده‭ ‬ثم‭ ‬“يبرر”،‭ ‬وتلعلع‭ ‬هذه‭ ‬بكل‭ ‬بذاءة‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بكاتبة‭ ‬أو‭ ‬روائية‭ ‬أو‭ ‬باحثة،‭ ‬ويظهر‭ ‬ذاك‭ ‬في‭ ‬مظهر‭ ‬المهرج‭ ‬ثم‭ ‬يتباكى؛‭ ‬لأننا‭ ‬لم‭ ‬نفهم‭ ‬قصده‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يقصد؟

‭ ‬“شمعنى‭ ‬البحرين”؟‭ ‬الإجابة‭ ‬ليست‭ ‬مستعصية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬الكريمة،‭ ‬بقيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬وشعبها‭ ‬الأبي‭ ‬الكريم،‭ ‬توارثوا‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬والآباء،‭ ‬ومن‭ ‬الأمهات‭ ‬والجدات،‭ ‬ومن‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬أنبل‭ ‬الصفات‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬الإساءة‭ ‬بالإحسان،‭ ‬وأكرم‭ ‬المقامات‭ ‬في‭ ‬سمو‭ ‬النفس‭ ‬وعلو‭ ‬الروح،‭ ‬وأعطر‭ ‬السيرة‭.. ‬شمعنى‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬حين‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬المسيء،‭ ‬إنما‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬الإساءة‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬“المسيء”؟‭ ‬لأن‭ ‬البحريني‭ ‬باختصار،‭ ‬نموذج‭ ‬نادر‭ ‬من‭ ‬البشر‭.. ‬أي‭ ‬نعم،‭ ‬نموذج‭ ‬تنفس‭ ‬من‭ ‬بحار‭ ‬المحرق‭ ‬وسواحل‭ ‬الدير‭ ‬وقلالى‭ ‬وسترة‭ ‬النسيم‭ ‬النقي،‭ ‬واشتد‭ ‬عوده‭ ‬من‭ ‬صلابة‭ ‬أرض‭ ‬الرفاع،‭ ‬وتروى‭ ‬من‭ ‬عذوبة‭ ‬عذاري‭ ‬وأم‭ ‬شعوم‭ ‬والسفاحية‭ ‬وقصاري‭ ‬وعيون‭ ‬شارع‭ ‬النخيل‭ ‬بكل‭ ‬قراه،‭ ‬والتصقت‭ ‬في‭ ‬جسده‭ ‬وثيابه‭ ‬وأفكاره‭ ‬رائحة‭ ‬طيب‭ ‬مباخر‭ ‬المنامة‭ ‬وطيب‭ ‬أهلها،‭ ‬ولأنه‭ ‬بحريني،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬يضع‭ ‬الإنسانية‭ ‬والكرامة‭ ‬والنبل‭ ‬تيجان‭ ‬ثمينة‭ ‬وأوسمة‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬لحاملها‭ ‬بأن‭ ‬يحني‭ ‬مقامه‭ ‬أمام‭ ‬الصغار،‭ ‬فيحتويهم‭ ‬علهم‭ ‬يكبرون‭ ‬ولو‭ ‬قليلًا‭.‬