سوالف

جائزة كورونا

| أسامة الماجد

يبدو‭ ‬أنه‭ ‬كتب‭ ‬علينا‭ ‬كبشر‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬تجربة‭ ‬حب‭ ‬قائمة‭ ‬مع‭ ‬“كورونا”‭ ‬ولن‭ ‬تختفي‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬بسهولة‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬نريد،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬وجهة‭ ‬من‭ ‬وجهات‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبات‭ ‬يسكن‭ ‬دائرة‭ ‬لغات‭ ‬العالم‭ ‬ويرسم‭ ‬معالم‭ ‬طريق‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬تزداد‭ ‬كمية‭ ‬الفكر‭ ‬وملحمة‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭ ‬مع‭ ‬كورونا،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منا‭ ‬عندما‭ ‬يصاب‭ ‬بأعراض‭ ‬برد‭ ‬وأنفلونزا‭ ‬عادية،‭ ‬سيقفز‭ ‬إلى‭ ‬ذهنه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وطقوس‭ ‬الحجر،‭ ‬وهذه‭ ‬عملية‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬الإحساس‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬عندنا‭ ‬كبشر‭ ‬قبل‭ ‬فيضان‭ ‬كورونا‭.‬

تستحضرني‭ ‬هنا‭ ‬قصة‭ ‬الكاتب‭ ‬المصري‭ ‬الكبير‭ ‬أنيس‭ ‬منصور‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬“الأنفلونزا”‭ ‬فيقول‭.. ‬قال‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬العلماء‭ ‬إن‭ ‬أحسن‭ ‬شيء‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬ألا‭ ‬يتعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬لدرجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المتفاوتة،‭ ‬لا‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬الحر‭ ‬إلى‭ ‬البرد،‭ ‬ولا‭ ‬العكس،‭ ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬ألا‭ ‬يدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬مكتبه،‭ ‬وإذا‭ ‬دخله‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬منه،‭ ‬والأفضل‭ ‬ألا‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬بيته،‭ ‬لكن‭ ‬كيف؟‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭...‬‭ ‬إن‭ ‬عصير‭ ‬الليمون‭ ‬أحسن‭ ‬من‭ ‬فيتامين‭ ‬“ج”‭ ‬وأضمن،‭ ‬والأفضل‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الإنسان‭ ‬الليمون‭ ‬على‭ ‬الشاي‭ ‬وعلى‭ ‬الطعام‭ ‬وأن‭ ‬يشرب‭ ‬العصير‭ ‬باردا،‭ ‬وساخنا‭ ‬أيضا،‭ ‬وكل‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬تقي‭ ‬من‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬أو‭ ‬تعالجها‭ ‬مشتقة‭ ‬من‭ ‬الليمون،‭ ‬والذين‭ ‬يتناولون‭ ‬الفيتامينات‭ ‬ليست‭ ‬لديهم‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬الرخيصة‭ ‬من‭ ‬الليمون‭ ‬البلدي‭.‬

ويضيف‭ ‬أنيس‭.. ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬رأي‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬أنني‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬قرأت‭ ‬عن‭ ‬الأنفلونزا‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬بأعراضها‭ ‬يوميا،‭ ‬وآخذ‭ ‬الحقن‭ ‬يوميا،‭ ‬وأتوجع‭ ‬من‭ ‬وخز‭ ‬الحقن‭ ‬في‭ ‬ذراعي،‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬مثلي‭ ‬كثيرين،‭ ‬لقد‭ ‬حملت‭ ‬نصف‭ ‬ملابسي‭ ‬وكل‭ ‬أنواع‭ ‬الفيتامينات‭ ‬والحقن‭ ‬ونقط‭ ‬الأنف‭ ‬والحلق،‭ ‬وأخرج‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬ومن‭ ‬المكتب‭ ‬على‭ ‬مراحل،‭ ‬وفي‭ ‬انتظار‭ ‬قرار‭ ‬رفع‭ ‬الحصار‭ ‬الذي‭ ‬تصدره‭ ‬السيدة‭ ‬“الأنفلونزا”‭.‬

ليتك‭ ‬يا‭ ‬أنيس‭ ‬كنت‭ ‬معنا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬فبدل‭ ‬حمل‭ ‬الفيتامينات‭ ‬والحقن،‭ ‬أصبحنا‭ ‬نحمل‭ ‬“الكمامات‭ ‬والمعقمات”‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬البال،‭ ‬وزادت‭ ‬أرباح‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭ ‬لهاتين‭ ‬السلعتين‭ ‬بطريقة‭ ‬مدهشة‭ ‬كجائزة‭ ‬من‭ ‬كورونا‭.‬